5 عوامل أدت إلى هزّة ليفربول المبكرة

أرسل ليفربول رسالة مطمئنة إلى جماهيره بعد سقوطه المفاجئ أمام كريستال بالاس في الدوري الإنكليزي، وأمام غلطة سراي في دوري الأبطال، مفادها: "لا داعي للذعر". لكن الواقع على أرض الملعب يقول شيئاً مختلفاً؛ فالهزيمتان المتتاليتان كانتا بمثابة إنذار مبكر بأن مشروع المدرب أرني سلوت، هذا الموسم، لا يسير بالثبات الذي توقعه الكثيرون، خاصة أن الفريق كان قد بدأ الموسم بستة انتصارات متتالية أوحت بأن "الريدز" يسير في الطريق الصحيحة.
ورغم أن ليفربول ما زال في سباق المنافسة محلياً وأوروبياً، فإن مؤشرات الخلل ظهرت بوضوح في أكثر من خط، ممّا جعله يسقط مباراتين متتاليتين في الدوري ودوري الأبطال. ولهذه الهزة المفاجئة خمسة عوامل رئيسية، قد تحدد مصير الفريق في الأسابيع المقبلة.
1- التغيير ليس سهلاً
منذ رحيل يورغن كلوب، كان التحدّي الأكبر أمام ليفربول هو كيفية الحفاظ على الشخصية القوية التي بنى عليها الفريق نجاحاته خلال السنوات الماضية. أرني سلوت حاول إدخال لمساته الخاصة بسرعة، فأجرى تعديلات تكتيكية، أبرزها إشراك رايان غرافينبيرش في مركز أكثر عمقاً إلى جانب دومينيك سوبوسلاي وأليكسيس ماك أليستر، مع توظيف فلوريان فيرتز في دور هجومي متقدم.
لكن هذه التغييرات لم تأتِ بالنتيجة المرجوة، بل أضعفت الانسجام داخل المنظومة. ورغم إنفاق النادي أكثر من 450 مليون جنيه استرليني على صفقات مثل فريمبونغ، كيركيز، إيزاك وإيكيتيكي، فإن الانطباع العام أن ليفربول فقد الشعور بالسيطرة الذي ميّزه في الموسم الماضي، وأصبح دفاعه مكشوفاً بشكل متكرر أمام المرتدات السريعة.
2- عيوب دفاعية واضحة
أظهرت مباراتا كريستال بالاس وغلطة سراي أن مشكلة ليفربول ليست فقط في طريقة البناء الهجومي، بل في التغطية الدفاعية أيضاً، فالمساحات الكبيرة خلف الظهيرين كيركيز وفريمبونغ استغلها الخصوم بشكل مثالي، بينما لم يقدم فان دايك المستوى الذي اعتاد عليه الجمهور.
الأمر ازداد تعقيداً مع إصابة الحارس أليسون بيكر في تركيا، ما أجبر سلوت على الاعتماد على جيورجي مامارداشفيلي في المواجهة المنتظرة ضد تشيلسي. كذلك، لم ينجُ المدافع الفرنسي إبراهيما كوناتي من الانتقادات، خاصة بعد فشل النادي في ضم مارك غويهي قبل إغلاق سوق الانتقالات. هذه الثغرات الدفاعية تجعل أي خطأ فردي كفيلاً بتحويل المباراة ضد ليفربول.
3- أزمة فلوريان فيرتز
الصفقة الألمانية الأغلى في تاريخ النادي كان يُفترض أن تكون إضافة نوعية إلى هجوم ليفربول. لكن فلوريان فيرتز لم يستطع حتى الآن التأقلم مع إيقاع الدوري الإنكليزي لكرة القدم. فاللاعب الذي كان نجم باير ليفركوزن في البوندسليغا، يعاني لإيجاد المساحات ويظهر بثقة مهزوزة، وهو ما انعكس سلباً على أداء الفريق ككل.
وجوده في خط الوسط الهجوميّ أربك التوازن، وأضعف دور زملائه، بل وقلّص من حرية محمد صلاح على الجهة اليمنى. ورغم دفاع المدرب أرني سلوت عنه، فإن التساؤلات تتزايد حول قدرته على تبرير المبلغ الضخم الذي دُفع لضمه، في وقت يحتاج فيه الفريق لاستقرار فنيّ أكثر من تجارب جديدة.
4- تراجع تأثير محمد صلاح
النجم المصري كان على مدار خمسة مواسم متتالية الورقة الرابحة الأولى في تشكيلة ليفربول؛ أرقامه في الموسم الماضي كانت استثنائية، إذ سجّل 29 هدفاً، وصنع 18 تمريرة حاسمة، ليقود الفريق نحو لقب الدوري. لكنه في هذا الموسم بدأ بشكل مختلف، إذ ظهر صلاح أقلّ حدة من المعتاد، واقتصر تأثيره على لحظات متفرقة، مثل هدفه ضد بورنموث وتمريراته الحاسمة أمام نيوكاسل.
قرار سلوت بإبقائه على مقاعد البدلاء في مباراة غلطة سراي أثار جدلاً واسعاً، خاصة أن البديل فريمبونغ لم يقدم الإضافة المطلوبة. تراجع تأثير صلاح، سواء لأسباب بدنية أو تكتيكية، يشكّل ضربة قوية لليفربول الذي اعتمد طويلاً على حضوره الحاسم في المباريات الكبيرة.
5- أحلام إيزاك المؤجلة
ألكسندر إيزاك، الصفقة الأكبر في تاريخ الدوري الإنكليزي لكرة القدم بقيمة 135 مليون جنيه استرليني، جاء محملاً بآمال كبيرة لقيادة خط هجوم "الريدز". لكن ظروف انتقاله لم تكن مثالية، إذ غاب اللاعب السويدي عن فترة الإعداد بالكامل تقريباً بسبب إضرابه للرحيل عن نيوكاسل، والنتيجة أنه دخل الموسم بلياقة بدنية غير مكتملة، الأمر الذي حدّ من تأثيره حتى الآن.
ومع إصابة زميله هوغو إيكيتيكي في تركيا، يجد ليفربول نفسه مضطراً إلى الاعتماد على إيزاك في مباريات قوية مثل مواجهة تشيلسي، رغم عدم جاهزيته لخوض 90 دقيقة كاملة. صحيح أن اللاعب يمتلك قدرات تهديفية مؤكّدة، لكن الانتظار ما زال مطلوباً حتى يستعيد مستواه المعروف.