"روائح الغدر" تسيطر على موقعة برشلونة وباريس سان جيرمان

سيطرت روائح الغدر على مواجهة برشلونة وباريس سان جيرمان في منافسات دوري أبطال أوروبا التي فاز فيها أبناء العاصمة الفرنسية بهدفين لهدف، بملعب "مونتجويك" حيث كان يأمل كل مدرب الغدر بالآخر، ولعبت تفاصيل صغيرة في حسم النتيجة.
ظل كل مدرب يلعب بالأوراق المتاحة التي لديه، لكن ظل السؤال نفسه يتكرر، "من يغدر بالآخر؟"، حتى فاز باريس سان جيرمان بالمباراة، تاركاً برشلونة خلف سلسلة من الأسئلة حول ما لديه من أسماء مميزة على مقاعد البدلاء يمكنها محاربة سلسلة الإصابات التي عصفت الفريق.
أدرك الألماني هانسي فليك مدرب برشلونة أن البولندي روبرت ليفاندوفسكي لن يكون مفيداً عند الدفع به في بداية المباراة والأفضل الاعتماد على الإسباني فيران توريس لأن لديه سرعة كبيرة في الانطلاق والتحرك ولن يكون فريسة سهلة لدفاع باريس سان جيرمان.
صدق حدس فليك، أفلت توريس في انفراد من تمريرة لامين يامال، وكاد أن يسجل هدفاً لولا إنقاذ خرافي من الأوكراني إيليا زاباتي مدافع باريس بعدما أوقف الكرة قبل دخولها المرمى الخالي ليعلن المهاجم الشاب عن نفسه مبكراً.
كان فليك على دراية بالإصابة التي تعرض لها البرتغالي فيتينيا نجم وسط باريس سان جيرمان قبل مشاركته في المباراة، لذا أراد الضغط عليه منذ صافرة البداية، وأثمر عن خطأ ارتكبه في التمرير استغله برشلونة وسجل الهدف الأول الذي حمل توقيع فيران توريس من تمريرة بارعة عبر الإنكليزي ماركوس راشفورد.
في المقابل، كان الإسباني لويس إنريكي المدير الفني لنادي باريس سان جيرمان على علم بالضغط الذي يتعرض له نجوم فريقه، لكن اضطر إلى استخدام بعض الحلول غير التقليدية لمواجهة التنظيم الشديد الذي فرضه فليك.
اعتمد إنريكي على الظهير الأيسر البرتغالي نونو مينديش في إثارة الفوضى داخل برشلونة عبر انطلاقاته غير المحسوبة وسرعته وقوته التي تقاوم مضايقات المنافس، فحصل في إحدى الكرات على خطأ وإنذار على لاعب الوسط فرينكي دي يونغ، وفي المحاولة الثانية تسبب في هدف التعادل بعد تمريرة حاسمة لزميله الفرنسي سيني مايلو.
غضب فليك من الفشل في إيقاف إنطلاقات مينديش، خاصة أن الظهير الأيمن جول كوندي كان بإمكانه ارتكاب خطأ ولكن يبدو أنه خشي تلقي بطاقة صفراء، لا سيما أن زميله باو كوبارسي لم ينجح في إيقاف الهجمة.
أنقذ لامين الموقف نوعاً ما، فحصل على انطلاقة عبر مهارته الفردية، لم يجد مينديش وسيلة إلا ارتكاب خطأ ليحصل على بطاقة صفراء تسببت في إيقافه نسبياً عن مغامراته خشية أن يحصل على إنذار آخر يتسبب في طرده.
شهدت المباراة معارك جانبية أبرزها بين المدافع بين كوندي مع جناح باريس سان جيرمان برادلي باركولا، حيث ظل الثنائي يراقبان بعضهما كل ضد الآخر في الدفاع والهجوم.
في الشوط الثاني أفلت لامين في انطلاقة سريعة لم يجد مينديش أي مفر من ارتكاب خطأ على حدود منطقة الجزاء، لكن الحكم الإنكليزي مايكل أوليفر كان رحيماً به ولم يمنحه البطاقة الصفراء الثانية.
استشعر إنريكي الخطر فقرر إبعاد مينديش عن مركز الظهير الأيسر وإشراكه في الجناح مع الدفع باللاعب الفرنسي لوكاس هيرناديز ليراقب لامين، لكن أداء البرتغالي لم يكن لافتاً في موقعه الجديد، وخفت بريقه.
غلب الإرهاق على لاعبي برشلونة بعد مرور ثلث ساعة من الشوط الثاني، فقرر فليك إخراج داني أولمو وراشفورد، وإشراك ليفاندوفسكي وأليخاندرو بالدي ومارك كاساودو وشعر بيدري بالتعب لينسحب من أرض الملعب ويدخل مارك برنال، فيما اضطر لسحب جيرارد مارتين من أرض الملعب نتيجة المجهود الكبير الذي بذله على اليسار.
في آخر الدقائق سيطر باريس سان جيرمان لأنه كان الأفضل بدنياً من برشلونة، في حين لم يكن لدى فليك الكثير من الأوراق الجاهزة للدفع بها في وسط الملعب لا سيما بعد إصابة غافي وفيرمين لوبيز والحارس لويس غارسيا والجناح البرازيلي رافينيا.
استمثر النجم المغربي أشرف حكيمي الظهير الأيمن لنادي باريس سان جيرمان ضعف الدفاع، وانطلق عدة مرات بسرعته، وفي إحدي الكرات مرر إلى غونزالو راموس الذي انفرد بالحارس تشيزني ووضع الكرة في الشباك ضارباً مصيدة التسلل التي كان برشلونة بارعاً فيها إلى حد بعيد.
لم يسعف الوقت برشلونة للتعويض، فضلا عن أن الفريق استنفذ طاقته في الشوط الأول ولم تكن القائمة بها الكثير من الأسماء القادرة على صناعة التأثير الكبير.