ريال مدريد بين استعادة الهيبة أو بداية الانكسار

مع بداية تشرين الأول/ أكتوبر، يجد الإسباني تشابي ألونسو نفسه أمام محطة معقدة قد تحدّد ملامح موسم ريال مدريد. فالأمر لا يتعلق بجدول مزدحم ومباريات متتالية فحسب بل باختبارات حقيقية ستكشف مدى جدية مشروعه مع "الملكي" في البطولتين الأهم: الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
ألونسو الذي جاء محمّلاً بالآمال والطموحات، تعرّض أخيراً لأكبر خسارة هذا الموسم في "ديربي مدريد" أمام أتلتيكو، ما أثار علامات استفهام حول مشروعه الجديد. صحيح أنّ الفريق نجح في استعادة توازنه بفوز عريض على كيرات بخماسية نظيفة في دوري الأبطال، غير أنّ هذه المباراة لم تكن اختباراً حقيقاً لقوّة الفريق.
لكن مع انطلاقة هذا الشهر، سيخوض ريال مدريد مواجهة ثقيلة أمام فياريال، المنافس المباشر على الوصافة حتى الآن، والمعروف بقدرته على إحراج الكبار وثبات مستواه منذ الموسم الماضي. الفوز في هذه المباراة قبل التوقف الدولي سيكون بمثابة دفعة معنوية هائلة.
بعد ذلك، سيحصل ألونسو على فترة لالتقاط الأنفاس بحيث تمنح الأجندة الدولية المدرب الإسباني فرصة ثمينة لإعادة ترتيب الأوراق وتصحيح الأخطاء، خصوصاً في الخط الخلفي الذي ظهر عليه التراجع بوضوح خلال المباريات الماضية. لكن هذه الهدنة لن تدوم طويلاً، إذ سيعود ريال سريعاً إلى جدول مشتعل ينتظره.
بعد التوقف، يبدأ النادي الملكي مرحلة أكثر تعقيداً حيث لا وقت للراحة، أوّلها مواجهة خيتافي المتذبذب فنياً، لهذا قد تكون هذه المواجهة سهلة نسبياً، ثم يدخل الفريق المنعطف الأخطر بلقاء ناري في دوري الأبطال أمام جوفنتوس، وبعدها مباشرة يحل الموعد الأبرز: الكلاسيكو أمام برشلونة. هذه المباراة دائماً ما تكشف ملامح الصراع على اللقب بين الغريمين خصوصاً في هذا التوقيت من الموسم.
مهما كانت نتيجة الكلاسيكو، وحتى مع انتهاء الشهر الحالي، لن يحظى ريال مدريد بفترة استرخاء، إذ تنتظره مواجهة صعبة أمام فالنسيا، ثم اختبار أوروبي من العيار الثقيل ضد ليفربول، في مباراة ستُعد مؤشراً حقيقياً لقوّة مشروع ألونسو وقدرته على جبه كبار القارة، ومدى قدرته على إعادة الفريق إلى منصات التتويج القارية التي لطالما احتلها في العقد الأخير.
كل هذه المواجهات تجعل من تشرين الأول/ أكتوبر حتى مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر مرحلة فاصلة في موسم ريال مدريد. نجاح ألونسو في العبور من هذا المنعطف الصعب سيُرسخ اسمه كمدرب قادر على إعادة الهيبة لـ"الملكي"، بينما أي تعثر كبير قد يُسرّع الحديث عن فشل التجربة.