يوتيوب
انستغرام
نبض
ثريدز
أول حكَمة دولية في الخليج منيرة الحشاش لـ"النهار": طموحي قيادة مباريات في كأس العالم لكرة السلة
شارك على
مسنجر
واتساب
بريد إلكتروني
الطباعة
شارك على
في الرياضة، كما في الحياة، هناك شخصيات تصنع الفارق وتترك بصمتها بجرأة وإصرار. منيرة الحشاش، التي لم تكتفِ بمتابعة شغفها بكرة السلة، بل ارتقت به لتصبح أول حكَمة خليجية تحمل الشارة الدولية. نجاحها يعكس قصة مثابرة وإيمان بالقدرات، ويقدّم صورة مشرقة عن حضور المرأة الخليجية والعربية عموماً في الساحة الرياضية العالمية.
حوار مشوّق بين "النهار" ومنيرة الحشاش (36 عاماً)، وهنا نصه:
من هي منيرة الحشاش؟
أول حكمة دولية في الكويت والخليج. بدأت مسيرتي التحكيمية من عام 2016، وحصلت على الشارة الدولية عام 2021.
ما الذي دفعك لاختيار التحكيم في كرة السلة؟
كنت لاعبة في أول منتخب لكرة السلة للكويت للسيدات عام 2008 حتى عام 2016، واخترت التحكيم لأنني لم أرَ حكمات كويتيات وفي الخليج، لذلك قررت أن أبدأ هذه الرحلة لأمثل بلدي واسمي في المحافل الدولية.
بالفعل كنت حكمة في عدة استحقاقات خارجية، أبرزها تصفيات كأس آسيا وبطولات عربية وكانت إدارتي غالباً للمباريات النهائية، بالإضافة إلى مواجهات الرجال في الكويت بأدوارها النهائية، وطوّرت نفسي من الناحية البدنية والقانونية.
طموحي الآن قيادة مباريات في نهائيات كأس آسيا وكأس العالم.
من كان الداعم الأكبر لك في هذه الرحلة؟
منذ اتخذت قرار دخول التحكيم، كان الدعم كبيراً لي من عائلتي وأصدقائي، على الرغم من أن الخطوة لم تكن سهلة على الإطلاق، في ظل المجتمع الذي أعيش فيه.
مع الوقت، بدأت الأمور تصبح أسهل والتقبّل أسرع، خصوصاً بعدما أظهرت الشجاعة والقيادة العادلة للمباريات، وأعطيت كل ذي حق حقه.
كيف تتعاملين مع الضغوط أثناء المباريات الكبيرة؟
قبل كل مباراة أضع خطة القيادة في عقلي، وأدرس كل فريق، وبعد أول دقيقتين من اللقاء تصبح الأمور أكثر وضوحاً لناحية معرفة اللاعبين والمدربين. هذه الضغوط موجودة في المباريات الحساسة، لكن حين تكون ملماً بالقوانين، فالأمور تصبح أسهل، والقانون أصلاً هو الحماية لكل حكم.
اللحظة التي جعلتك تشعرين بالفخر حتى الآن؟
لا شك أن هناك العديد من اللحظات التي شعرت فيها بالفخر، من اختياري في التشكيلة الأولى لمنتخب سيدات الكويت، إلى دخولي التحكيم، وصولاً إلى اللحظة التاريخية الأهم بنيلي الشارة الدولية كأول حكمة كويتية وخليجية تحصل عليها.
ماذا يعني لك أن تكوني قدوة للفتيات في الكويت والخليج؟
في الحقيقة، نجحت في تشجيع الكثير من الفتيات في الكويت والخليج من أجل دخول مجال التحكيم، وزاد العدد بشكل واضح في مختلف الدول. هدفنا التأكيد على أننا نستحق الوصول إلى مكان بعيد وتمثيل دولنا بأفضل صورة ممكنة، وهذا إنجاز بحد ذاته، نظراً لصعوبة هذا المجال.
رسالتك للجيل الجديد من الشابات؟
في كل المجالات الرياضية، الكويت تدعم الرياضة النسائية ونطمح دائماً لمشاركة السيدات في مجال التحكيم أو أي مجال رياضي آخر لتمثيل بلدنا بشكل مثالي، لذلك، أدعو كل فتاة وشابة وامرأة إلى المشاركة الرياضية مهما كانت، لأنها قادرة على الوصول من خلالها إلى مكان بعيد.
أين ترين نفسك في السنوات المقبلة؟
أرى نفسي أقود مباريات في نهائيات كأس آسيا وكذلك كأس العالم، إن شاء الله. لديّ إلمام كبير بالقوانين وأتسلّح بلياقة بدنية عالية. من هنا، أفكّر دائماً بتحقيق هذا الحلم.
رحلتك بكلمة واحدة؟
الاجتهاد. اجتهدت كثيراً حتى أصل إلى ما وصلت إليه اليوم، وأتابع كل التطورات في كرة السلة وخصوصاً القوانين، بالإضافة إلى أنني أملك سنوات طويلة من الخبرة اكتسبتها بعد مجهود كبير.
كيف تصفين لحظة حصولك على الشارة الدولية؟
هي لحظة تاريخية ليس بالنسبة إلي فقط، وإنما إلى الكويت. لم يكد قرار نجاحي يخرج إلى العلن، حتى بدأت الاتصالات والكل يريد التهنئة، لأنه إنجاز للدولة والخليج وعائلتي. وأنا مجدداً أشكر الجميع على دعمهم لي منذ تلك اللحظة.
في مجتمع رياضي يهيمن عليه الرجال، كيف تجاوزت هذا التحدي؟
أول مرة قدت مباراة، كنت خائفة جداً، وفي ظل العادات والتقاليد، لم يكن هناك تقبل بأنني امرأة وأقود مباراة للرجال، ولكن شخصيتي وقراراتي الصحيحة حوّلت هذه النظرة إلى مسار إيجابي.
لذلك، في البداية، لم تكن الأمور سهلة وهذا ما جعلني أعمل بجهد أكبر للوصول إلى أحلامي والتأكيد على أن المرأة بإمكانها تحقيق إنجازات على الصعيدين المحلي والعالمي.
مستقبل التحكيم النسائي في الكويت والخليج؟
التحكيم النسائي في الكويت والخليج كان سابقاً يواجه تحديات تتعلق بنظرة المجتمع ونقص الخبرة العملية، لكنه في السنوات الماضية، شهد فرصاً متزايدة للنمو والتمكين. وفتح الباب أمام جيل جديد من الحكمات، وأثبت أن المرأة قادرة على فرض حضورها حتى في المجالات التي كانت حكراً على الرجال.
ومع زيادة برامج التأهيل والدورات التدريبية، إضافة إلى الدعم المؤسسي من الاتحادات، يُتوقع أن يتوسع دور الحكمات في البطولات المحلية والإقليمية، وصولاً إلى المنافسات العالمية، ما يمنح الرياضة بعداً أكثر شمولية وتنوعاً.
العلامات الدالة
الأكثر قراءة
