الدوري الإيطالي حاضر بقوّة والصدارة تشتعل باكراً

لا يزال الدوري الإيطالي يحافظ على متعته التي ظلّت حاضرة طوال الموسم الماضي؛ فبعد مرور خمس مراحل من البطولة في الموسم الجديد، أثبت الـ"كالتشيو" وفاءه بالوعود: المتعة متواصلة، الصدارة مشتعلة، ولا فريق تمكن من فرض هيمنته المطلقة حتى الآن.
شهد الموسم الجديد تنافساً كبيراً بين الفرق الكبرى، وفي مقدّمها ميلان، الذي ظهر بشكل مختلف تحت قيادة ماسيميليانو أليغري، ليعيد إلى الأذهان صورة الـ"روسونيري" المفقودة منذ سنوات. المرحلة الخامسة كانت أوفى بالوعود بعدما قدّم الفريق مباراة قمة مثيرة أمام نابولي انتهت بفوز ميلان 2-1، لينتزع الصدارة بفارق الأهداف.
رغم مرور خمس مراحل فقط، فإنّ صراع القمة لا يقتصر على فريقين، بل يمتدّ حتى المركز السابع بفارق ثلاث نقاط فقط عن المتصدر. إنتر، روما، وجوفنتوس أعادوا هويتهم التنافسية، لينضموا إلى ميلان ونابولي في سباق يزداد سخونة بعد كل أسبوع.
لكن الممتع أنّ الإثارة لم تتوقف عند حدود الكبار، إذ قدّمت فرق مثل كريمونيسي عروضاً قوية مكّنتها من جمع تسع نقاط، لتقف على بُعد خطوة من القمة أو حتى كولومبو صاحب الـ8 نقاط. أي تعثر للكبار قد يفتح الباب أمام هذه المفاجآت لتغيير خريطة الجدول باكراً.
جوفنتوس، رغم تذبذب مستواه، إلا أنّ حفاظه على سجله خالياً من الهزائم يمنحه أفضلية معنوية قبل المراحل المقبلة، ويشاركه في ذلك أتالانتا الذي كعادته يواصل تقديم مستويات مستقرّة، بينما يُعد كريمونيسي المفاجأة الأكبر بفضل نتائجه المميزة، ونجاحه في عدم التعرّض لأي هزيمة حتى الآن.
المنافسة المشتعلة في الـ"كالتشيو" لم تقتصر على الملعب فقط، بل امتدت إلى مقاعد المدربين؛ فوجود أسماء كبيرة مثل أنطونيو كونتي في نابولي وأليغري في ميلان وغيرهما، يرفع المستوى الفني، ويُضفي بُعداً تكتيكياً إضافياً على كل مواجهة.
المرحلة المقبلة تحمل معها مباريات قد تُحدد ملامح الصدارة باكراً، أبرزها قمة ميلان وجوفنتوس، التي ستكون اختباراً حقيقياً لهوية الـ"روسونيري" الجديدة، بعد مواجهة نابولي السابقة، وفرصة مثالية لجوفنتوس للسيطرة مجدداً. كما ستشهد هذه المرحلة صدامات قوية بين أتالانتا وكومو، إنتر ميلان وكريمونيسي، فيورنتينا وروما... كلها مواجهات قد تُعيد رسم شكل جدول الترتيب.
كل المؤشرات تؤكد أنّ الموسم الحالي لن يكون سهلاً على أي فريق؛ فالصدارة اشتعلت باكراً، والمنافسة على المراكز الأوروبية مفتوحة على مصراعيها، بينما صراع القاع يُهدد أكثر من نادٍ.