ميلان - أليغري… انطلاقة قوية تبعث الأمل في صراع "سيري آ"
عاد ماسيميليانو أليغري إلى فريق الانطلاقة الحقيقة له في مسيرته التدريبية. ومنذ اللحظة الأولى التي وطأت فيها قدماه ملعب "سان سيرو"، بدا جلياً أنّ مشروعاً جديداً بصدد التشكل في بيت الـ"روسونيري".
في أعقاب مواسم مخيّبة، وبعيدة عن النجاحات والإنجازات والتراجع، يعود ميلان إلى واجهة الأحداث، وهذه المرّة مع مدرب يعرف المكان جيداً، إذ سبق له قيادة الفريق إلى لقب الدوري عام 2011؛ ويبدو أنّ القصة بصدد كتابة فصل جديد لا يقلّ إثارة.
الفوز في القمة على نابولي 2-1 لم يكن ثلاث نقاط فقط، بل رسالة قوية إلى جميع المنافسين مفادها "ميلان حاضر بقوة".
شهدت مباراة "سان سيرو" كل شيء: أهدافاً سريعة عبر أليكسيس سايليمايكرس وكريستيان بوليسيتش، طرد لبيرفيس إستوبينيان، وصموداً بطولياً في الشوط الثاني أمام هجمات نابولي المتلاحقة. لقد أظهر الفريق تنوّعاً في الأسلوب، من الهجوم الكاسح إلى الصلابة الدفاعية، وصولاً إلى الروح القتالية التي غابت طويلاً.
بصمة أليغري واضحة
كتبت صحيفة كوريري ديلا سيرا بوضوح: "ميلان ينمو على صورة أليغري: القليل من البهرجة والكثير من الجوهر". وهذا ما بدا جلياً في المباريات الأولى. الفريق حافظ على شباكه نظيفة في معظم مواجهاته، ولم يستقبل سوى أهداف قليلة، ما يعكس التحسّن الكبير في المنظومة الدفاعية بفضل اعتماد المدرّب على خطة 3-5-2، التي منحت استقراراً تكتيكياً لطالما افتقده الفريق.
يرفض أليغري نفسه الانجراف خلف نشوة الانتصارات. ففي مؤتمره الصحافي بعد لقاء نابولي قال: "الهدف الأساسي هو العودة إلى دوري أبطال أوروبا. علينا أن نمضي خطوة بخطوة، نستمتع بالفوز لكن من دون أن نبالغ، فما زال أمامنا 64 نقطة لتحقيق الهدف".
هذا التوازن بين الطموح والواقعية يعكس فلسفة أليغري التي تقوم على فريق متماسك، صلب، يعرف حدوده، لكنه في الوقت نفسه يدرك أنه قادر على مفاجأة الجميع.
مودريتش… البوصلة
من أبرز مكاسب ميلان في هذا الموسم هو انضمام لوكا مودريتش. النجم الكرواتي المخضرم، القادم من ريال مدريد، بدا كأنه شاب في العشرين، بحيويته وذكائه التكتيكيّ. الإعلام الإيطالي وصفه بأنه "البوصلة الفنية والعاطفية للفريق". لمساته السحرية، تنظيمه لإيقاع اللعب، وحماسه في الاحتفال بالفوز على نابولي كلها عناصر جعلت منه أكثر من مجرّد لاعب… فهو قائد حقيقي في داخل المستطيل الأخضر.

رغم هذه البداية القوية، يدرك الجميع أنّ الطريق إلى استعادة اللقب المحلي طويل ومعقد، فإنتر ميلان ونابولي وروما وحتى جوفنتوس يملكون الطموح نفسه، والسباق قد يستمر حتى الجولات الأخيرة. لكن ما يميز ميلان في هذا الموسم هو غياب المشاركات الأوروبية، ما يمنح اللاعبين وقتاً أطول للتركيز والتعافي.
في المقابل، لا يزال الفريق بحاجة إلى المزيد من الانسجام، خصوصاً مع عناصر جديدة مثل كريستوفر نكونكو وأدريان رابيو، إلى جانب عودة رافايل لياو بعد الإصابة. إذا واصل أليغري المزج بين خبرة المخضرمين وحماس الشباب، فقد يكون الـ"روسونيري" الحصان الأسود في سباق الدوري.
إذن، يعيد "ميلان – أليغري" رسم ملامح الهوية المفقودة: صلابة دفاعية، نجاعة هجومية، وروحاً جماعية صلبة. وبينما يحاول المدرب إبقاء أقدام لاعبيه على الأرض، فإنّ جماهير "الديابولو" بدأت تحلم بالفعل في عودة الأمجاد، إذ يأمل عشاق الـ"روسونيري" أن يكون الموسم الحالي هو الموعد مع اللقب، حيث إنّ المؤكد أنّ ميلان عاد ليقاتل من جديد.
نبض