النصر... هل ثار النادي غيرة لاسمه؟
مع انتهاء الموسم الماضي، عاش النصر مشاعر سلبية؛ فكل شيء يحيط به يطلق تجاهه الانتقادات. لكن كلما أشرقت الشمس، تجدد الأمل، وانتعشت الحظوظ، ولا سيما أنّ خطة العودة إلى أجواء الانتصارات كانت غريبة بعض الشيء.
مر النصر بشريط أحداث قاسٍ في الموسم الماضي، فخرج خالي الوفاض بلا بطولات، واستثمر 77 مليون يورو في التعاقد مع المهاجم الكولومبي جون دوران من أستون فيلا، خلال فترة الانتقالات الشتوية، ثم اكتشف تشابه أدواره مع كريستيانو رونالدو وأجبر على إعارته.
واضطر إلى المخاطرة والحصول على خدمات المدير الفني البرتغالي جورجي جيسوس، الذي تولى مسؤولية تدريب المنافس التقليدي الهلال في ولايتين على أمل أن يكون بمثابة صندوق أسرار للأزرق.
لكنّ النصر استطاع عكس الوضع، فتصدّر جدول ترتيب دوري روشن السعودي، محققاً العلامة الكاملة برصيد 12 نقطة من 4 مباريات؛ وفوق ذلك كان انتصاره بهدفين نظيفين على الاتحاد حامل اللقب بمثابة شهادة ميلاد جديدة لتجربة "العالمي" بكلّ ما فيها من تفاصيل دقيقة وضعها جيسوس.
خلال الموسم الماضي، واجه النصر منافسه الاتحاد، واستطاع التقدم بهدفين. لكنّ "النمور" سجلوا ثلاثة أهداف قبل انتهاء مسابقة الدوري، في "ريمونتادا" تاريخية، ليعود النصر إلى نقطة الصفر وقتها. ولكن يبدو أنه استطاع حالياً تجاوز هذا الحدث عملياً.
احتاج جيسوس إلى بعض الصفقات بعدما وضع يديه على مشكلات النصر، حيث كان قريباً منه حين كان يتولى مسؤولية الهلال. كانت البداية بضرورة التعاقد مع قلب دفاع قادر على فرض مصيدة التسلل بنجاح، لأنّ الفريق يلعب بأسلوب الدفاع المتقدم، وحصل على إينيغو مارتينيز من برشلونة في صفقة انتقال حر.
وفي الهجوم، كان رونالدو بحاجة إلى لاعب يجيد التفاهم معه، فتعاقد النصر مع مواطنه جواو فيلكيس، الذي زامله أيضاً في منتخب "سيليساو أوروبا". ومع المدرسة البرتغالية التي ينتمي إليها المدرب انسجم الأداء في خط المقدمة.
حصل النصر على كينغسلي كومان من بايرن ميونيخ، ليدعم مركز الجناح لديه. وإذا استطاع اللاعب الهرب من شبح الإصابات، التي طاردته مع البافاري، ستكون صفقة بغاية الأهمية بالنسبة إلى الأصفر.

وما يحسب لجيسوس أنه استطاع الانطلاق سريعاً نحو المقدّمة منذ البداية، مستغلّاً البداية غير الطيّبة للهلال، الذي تأثر بالكثير من العوامل، منها تغيير أسلوب اللعب تحت قيادة مدربه الإيطالي سيموني إنزاغي، وفشل الأزرق في الحصول على التشكيلة المثالية القادرة على اجتياح المنافسين.
وأعاد جيسوس إلى الأذهان ما فعله الفرنسي لوران بلان، المدير الفني للاتحاد، في الموسم الماضي، حيث بحث عن الانسجام عبر التعاقد مع لاعبين من نفس جنسيته، ومنح كريم بنزيما بعض الأصدقاء القادرين على صناعة تفاهم حقيقي في مختلف الخطوط.
واستغلّ جيسوس الأسلوب المحفوظ للمدرب الفرنسي، الذي لم يستطع إجراء تحديثات شاملة في الطريقة أو الأسماء الأساسية من الأجانب، معتمداً على الحكمة القديمة "إذا كانت الأمور تسير بشكل جيد فلا تعبث بالإعدادات". ولكن يبدو أنّ بطل الثنائية المحلية سيجد له بعض المنافسين الشرسين، وسيضطر إلى إجراء تغييرات، سواء على صعيد الأسماء أو الخطط والتكتيكات.
يبدو أنّ النصر ثار لاسمه، وربما يحصل رونالدو على أول بطولة سعودية رسمية له في تاريخه، إذا سارت الأمور على هذا النحو.
نبض