عندما تُمنح جائزة الكرة الذهبية، غالباً ما تحتل نسخة الرجال عناوين الصحف، كما حدث هذا العام بفوز عثمان ديمبيلي بالجائزة الأرفع، لكن خلف الأضواء، كان هناك إنجاز تاريخي في فئة السيدات، صنعته الإسبانية آيتانا بونماتي، قائدة خط وسط برشلونة والمنتخب الإسباني، بحصدها الكرة الذهبية للمرة الثالثة على التوالي، لتصبح اللاعبة الأكثر تتويجاً بها منذ انطلاق الجائزة عام 2018، متفوقة على زميلتها أليكسيا بوتياس.

Aitana Bonmatí, three times in a row! Can you believe it? 🤯#ballondor pic.twitter.com/qT53wjKiSV

— Ballon d'Or (@ballondor) September 22, 2025

متعددة الموهبة... إنييستا الكرة النسائية
بونماتي ليست مجرد نجمة عابرة، بل هي تجسيد لفلسفة برشلونة الكروية، تلعب في مركز وسط الميدان بمرونة تتيح لها التراجع لبناء اللعب، أو التقدم لصناعة الفارق في الثلث الأخير من الملعب.

تملك مزيجاً استثنائياً من المهارات، دقة في التمريرات، رؤية شاملة للملعب، تحكّم رائع بالكرة تحت الضغط، وقدرة على إنهاء الهجمات بتسديدات قوية بقدميها اليمنى واليسرى.

Aitana Bonmatí, three times in a row! Can you believe it? 🤯#ballondor pic.twitter.com/qT53wjKiSV

— Ballon d'Or (@ballondor) September 22, 2025

كثيرون شبهوها بمزيج بين تشافي وإنييستا وبوسكيتس، هي ليست صاحبة مهارات استعراضية على طريقة رونالدينيو، لكنها تُدهش العالم بذكاء قراءتها للعبة وسلاسة تحركاتها، حتى أطلق عليها بيب غوارديولا لقب: "إنييستا بين النساء".

ولعل أبرز لحظة في مسيرتها جاءت هذا العام، عندما تسلمت الكرة الذهبية الثالثة من يد قدوتها أندريس إنييستا نفسه، لتكتمل الدائرة التي بدأتها طفلة تحلم بأن تكون مثله.

آيتانا بونماتي. (وكالات)

هذا التراجع في البطولات فتح باب الجدل حول أحقيتها بالجائزة، خصوصاً مع تألق مواطنتها ماريونا كالدينتي التي قادت أرسنال للفوز بدوري الأبطال على حساب برشلونة، وحلت ثانية في ترتيب التصويت.

صحيفة "ذا أثلتيك" انتقدت إنجازها الأخير بحدة عبر الصحافي تاميرا جريفين الذي كتب: "ما زلت مصدوماً من عدم فوز كالدينتي، فقد قدمت موسماً استثنائياً وأفضل من بونماتي من حيث الألقاب والإنجازات، لكن بالنسبة الى كثيرين، فإن تأثير بونماتي على أسلوب برشلونة وإسبانيا، وقدرتها على قيادة وسط الميدان، جعلاها تتفوق على منافساتها في سباق التصويت".

مقارنة مع مارتا
التتويج بثلاث كرات ذهبية متتالية يضع بونماتي في مصاف الأساطير، ولذلك، فإن المقارنات تظل حاضرة بينها وبين أسطورة البرازيل مارتا، التي تُعد رمزاً خالداً في تاريخ اللعبة.

الاختلاف بينهما واضح: فمارتا تألقت في عصر لم يكن فيه الاهتمام بكرة القدم النسائية على هذا النحو، واعتمدت على موهبتها الفردية الخارقة.

بونماتي تلعب في عصر الاحتراف، حيث القوة البدنية، التنظيم التكتيكي، والسرعة العالية، وهي رغم بروزها الفردي، تضع دائماً مصلحة الفريق أولاً.