كاريراس صخرة دفاعية تصنع الفارق بصمت
مع الأداء الرائع لكيليان مبابي الذي يلفت الأنظار في كل مرّة يرتدي فيها قميص ريال مدريد، يظهر نجم جديد بهدوء ليصنع فصولاً مميزة في تاريخ النادي الإسباني، والحديث هنا عن ألفارو كاريراس الابن، اللاعب الذي عاد إلى صفوف الملكي بعد رحلة مليئة بالتحديات ليصبح صخرة دفاعية متكاملة تجذب الإعجاب.
بعد غياب دام خمس سنوات، عاد كاريراس مجدداً إلى ريال مدريد بعقد يمتد حتى عام 2031، ولم تكن هذه العودة خطوة عادية، بل جاءت لتفتح صفحة جديدة نحو كتابة أسطورة جديدة في تاريخ النادي.
منذ اللحظة الأولى لعودته، أثبت كاريراس نفسه بأداء استثنائي كأنه لم يغادر الفريق أبداً، إذ يتمتع بحضور قوي وشخصية متماسكة لم تهتز أو تتأثر، وكأنه خُلق ليكون جزءاً أصيلاً من ريال مدريد.
يُعد كاريراس من اللاعبين الذين يتميزون بحرفية استثنائية، فهو لا يمنح خصومه أي مساحات ليتنفسوا داخل الملعب، يلاحقهم في كل زاوية، وأرقامه أمام إسبانيول في الدوري الإسباني تؤكد ذلك، خصوصاً بعدما لمس الكرة 121 مرّة خلال المباراة، ووصلت دقة تمريراته إلى نسبة 91%، وفاز بست مواجهات بدنية من أصل تسع، وصنع فرصتين محققتين للتسجيل وحقق تقييماً يبلغ 7.7.

ومع ذلك، فإنّ الأرقام لا تُظهر الوجه الكامل لهذا اللاعب، فالشخصية التي يحملها هي مفتاح تميّزه الحقيقي؛ حيث يجمع بين هدوء يريح زملاءه وصلابة تربك الخصوم، وانضباط يجعل مدربه تشابي ألونسو يثق به ثقة مطلقة.
مع وجود كاريراس، وجد ريال مدريد الحل الذي كان يبحث عنه منذ سنوات على الجانب الأيسر من الملعب، فاللاعب أصبح بمثابة إضافة لا تُقدَّر بثمن، إذ استعاد الفريق التوازن الدفاعي وأعاد قوة لطالما افتقدها دفاع الملكي.
نبض