اليوم الوطني السعودي بين التراث والحداثة على صهوة الخيل
في السعودية، لا تُذكر الخيل إلا ويُذكر معها المجد. وفي يوم الوطن، لا صوت يعلو فوق الفخر؛ ومن على صهوة الخيل، تكتب رياضة البولو قصة تجمع بين أصالة الفروسية السعودية وروح التجديد.
في ميادين المملكة، تتلاقى العراقة مع رؤية 2030، لتُظهر للعالم أن السعودية لا تحتفي بتاريخها فقط، بل تصنع مستقبلاً يليق بعظمة هذا اليوم؛ فرياضة "الملوك" ليست مجرد مباراة، بل لوحة وطنية، كل جولة فيها تعكس وحدة، وكل هدف يترجم طموحاً، وكلّ خيل تركض هي صورة لوطن لا يعرف التوقف عن التقدّم.
في هذا اليوم الوطني، يبقى السؤال الأكثر تداولاً: كيف غيّرت رؤية 2030 المشهد الرياضي في السعودية؟
يقول الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للبولو فيصل بن دويس إن "استراتيجية رؤية 2030 ركّزت على عدة محاور، منها المشهد الرياضي في السعودية، ابتداء من تطوير البنية التحتية للمرافق الرياضية، ثم رفع مستوى الأندية والرياضيين من خلال الخصخصة وتطوير المواهب واستقطاب المحترفين".
ويضيف في حديث لـ"النهار": "وهناك أيضاً جوانب أخرى، كتعزيز ممارسة الرياضة بتفاعل القطاع العام والخاص لتشجيع نمط حياة صحيّ لدى كلّ فئات المجتمع، إضافة إلى تمكين المرأة في الأنشطة الرياضية".

تعزيز السياحة الرياضية وتنمية الاقتصاد
اليوم، تُعتبر الفروسية جزءاً من الهوية السعودية ورمزاً للتراث الوطني. لذلك، فهي حاضرة في المهرجانات والفعاليات الكبرى، وكأنها جسر يربط بين الماضي العريق والحاضر الطموح.
ويؤكد بن دويس أن "المملكة العربية السعودية تسعى لأن تصبح مركزاً عالمياً للرياضة، بخاصة في مجال الفروسية، من خلال تنظيم كأس السعودية العالمية لسباقات الخيل، واستضافة مسابقات قارية وعالمية كبرى على مستوى رياضة قفز الحواجز، وبطولة بولو الصحراء الدولية بالعلا لسنوات عدة، وتصفيات آسيا لبطولة كأس العالم لعام 2025".
يتابع: "هذه الاستحقاقات هي جزء من رؤية السعودية 2030 لتعزيز السياحة الرياضية وتنمية الاقتصاد، ودعم المواهب المحلية بالمشاركة في التنظيم أو المنافسة من خلال استضافة الفعاليات العالمية، وبناء بنية تحتية متطورة في طور الإنشاء لدعم القطاع الفروسي والنادي الملكي للبولو والفروسية بالدرعية".

الولاء بين القيادة والمواطنين
ومهما كانت النتيجة، فالأهم بالنسبة إلى السعوديين أن تترجم رؤية الوطن على أرض الواقع. كيف لا والرياضة تجمع الأجيال وتوحّد التنوع وترمز إلى الفخر الوطني وتحوّل المناسبة إلى تجربة حيّة.
من الطفل الذي يشاهد، إلى الكبير الذي يصفّق، كلهم يعيشون اللحظة نفسها؛ ومهما اختلفت المناطق أو الخلفيات، يجتمع الجميع خلف فريق، أو في مدرج، أو حول شاشة.
ويعتبر بن دويس أن الرياضة تُعدّ لغة مشتركة قادرة على رفع الحواجز بغض النظر عن وضع الشخص الاجتماعي أو الاقتصادي".
يضيف: "تركز الرياضة على المهارات والأداء، وتوحد مختلف فئات المجتمع حول هدف مشترك من خلال تعزيز روح الانتماء والمواطنة من خلال روح الفريق واللعب النظيف والمنافسة الشريفة لتعكس قيم الوطن. الولاء الراسخ بين القيادة والمواطنين يشجع على الاحتفال بهذه الذكرى الوطنية".

الاعتزاز بتاريخ السعودية
نظراً إلى عدم انطلاق موسم البولو في المملكة، يتعاون منسوبي وفرسان البولو في المشاركة المجتمعية ضمن الفعاليات العامة والرياضية في اليوم الوطني السعودي.
وفي كلامه إلى الشباب السعودي في هذا اليوم الوطني، يقول الرئيس التنفيذي للاتحاد السعودي للبولو "كونوا جزءاً فاعلاً بالمساهمة في نهضة الوطن وتقدمه من خلال تجسيد طموح الشعب السعودي في تحقيق إنجازات نوعية عبر الطموح والابتكار والعمل التطوعي".
يتابع: "عليكم الحفاظ على الهوية الوطنية والقيم السعودية، والاعتزاز بتاريخ المملكة الغني وتقاليدها العريقة، وأن تكونوا دائماً في طليعة التطور والتغيير الإيجابي، لتحقيق أحلامكم وطموحاتكم التي تصنع مستقبلاً مشرقاً لوطن عظيم".

صورة السعودية الحديثة
تمثل الرياضة وسيلة قوية لإبراز صورة السعودية الحديثة للعالم، خصوصاً أنها لغة يفهمها الجميع بلا ترجمة.
ويؤكد بن دويس أن الرياضة تعتبر جسراً يربط بين الشعوب والثقافات المختلفة، حيث تفتح قنوات تواصل غير رسمية توطد العلاقات بين الدول، وتساهم في نشر قيم السلام والمحبة ونبذ التعصب، مما يؤكد على الصورة الإيجابية دائماً عن المملكة في مختلف الأنشطة إقليمياً ودولياً، من خلال استضافة المملكة بطولات عالمية كبرى، ما يساهم في إبراز قدرتها على التنظيم والتطوير وينعكس على صورتها بالتقدم والإزهار.
ويضيف: "مع التوسع الكبير في الرياضة السعودية، من المتوقع أن تشهد رياضة البولو نمواً وتطوراً مع تنامي ثقافة رياضة الفروسية في المملكة".
وختم فيصل بن دويس حديثه في اليوم الوطني: "نسعى لتقديم برامج تدريبية متدرجة تبدأ من مستوى المبتدئين، مع التركيز على تعلم المهارات الأساسية واللعب الآمن، مما يجعلها مناسبة للشباب في مختلف الأعمار، والتعاون مع الأندية الخاصة بتقديم خدمات تدريب أساسيات البولو".
نبض