النهايات المؤجلة بين اعتزال الأبطال وتشبث الكبار
في عالم كرة القدم، يبقى المجد موقتاً، حيث يصل كل نجم إلى لحظة تنطفئ فيها الأضواء ويبدأ بالتراجع، سواء بسبب تقدم العمر، الإصابات، أو تغير استراتيجيات الفرق.
يتضح الفرق هنا بين لاعبين اختاروا الاعتزال وهم في ذروة عطائهم ليتركوا للمشجعين ذكريات مشرقة، وآخرين انتهت مسيرتهم بعيداً من الأنظار بعد أن كانوا جزءاً من سنوات حافلة مع فرق كبرى، ثم تدهور أداءهم تدريجياً حتى وصلوا إلى محطة الاعتزال من دون أن يحظوا باهتمام كبير.
من أبرز الأمثلة على أولئك الذين أنهوا مشوارهم الرياضي بصورة مشرفة الفرنسي زين الدين زيدان الذي ودّع الملاعب بعد نهائي كأس العالم 2006، والألماني فيليب لام الذي اعتزل عقب تحقيقه لقب دوري أبطال أوروبا وكأس العالم، ليتركا إرثاً لا يُنسى في سجلات كرة القدم.

وعلى الجانب الآخر، نجد بعض اللاعبين الذين تحدوا التوقعات وأثبتوا قدرتهم على البقاء بمستويات عالية رغم تقدمهم في العمر، مثل كريستيانو رونالدو الذي ظنّ كثيرون أنّ مسيرته قد انتهت بعد مغادرته أوروبا وانتقاله إلى الدوري السعودي، لكنه واصل الإبداع وتسجيل الأرقام القياسية. كذلك لوكا مودريتش الذي لا يزال يثبت مكانته كلاعب بارز، مقدماً أداءً رائعاً بعد انتقاله إلى ميلان.
وهناك فئة أخرى من اللاعبين الذين شهدت مستوياتهم انخفاضاً ملحوظاً عقب مغادرتهم الفرق الكبرى واتجهوا إلى اللعب مع فرق أقل مستوى، من بينهم فرانك ريبيري الذي حقق مسيرة باهرة مع بايرن ميونيخ لكنه استمر في الملاعب مع تراجع الأداء وذلك مع فيورنتينا ثم ساليرنيتانا؛ ومع مرور الوقت وكثرة الإصابات اضطر للاعتزال بعيداً من الأضواء.
هكذا تتنوّع الظروف في عالم كرة القدم، فيها من يختار أن يغادر وهو في ذروة المجد، وفيها من يفضّل البقاء حتى النفس الأخير داخل المستطيل الأخضر؛ وبين قرار الاعتزال في القمة أو التشبث حتى الانطفاء، تتشكل صورة اللاعب في ذاكرة الجماهير.
نبض