هل ينجح رهان فليك الجديد على راشفورد؟

برز النجم الإنكليزي ماركوس راشفورد مجدداً بعد المستوى المميز الذي قدمه مع فريقه الحالي برشلونة في أولى مباريات دوري أبطال أوروبا أمام نيوكاسل يونايتد، والتي انتهت لصالح الفريق الإسباني بهدفين (سجلهما راشفورد) في مقابل هدف وحيد للنادي الإنكليزي.
قدّم اللاعب الإنكليزي أداءً لافتاً جعله نجم الفريق الأول، ونجح في قيادة برشلونة لتحقيق فوز صعب داخل الأراضي الإنكليزية. اللافت أنّ المباراة كشفت عن تحوّل دراماتيكي في شخصية راشفورد؛ ففي الشوط الأول ظهر تائهاً داخل الملعب، يضيع الفرص السهلة أمام المرمى، لا يستطيع أن يقدّم الكثير لصالح فريقه. بينما بدا في الشوط الثاني كأنه استعاد نسخته الأولى مع مانشستر يونايتد حين كان يُلقب بوريث واين روني الجديد. سرعة، شراسة هجومية، جرأة أمام المرمى، استغلال لأنصاف الفرص، وتسجيل هدفين ليقود فريقه نحو الفوز الأول في البطولة.
هذا التحوّل يعكس بصمة المدرب هانسي فليك، الذي عُرف بقدرته على التعامل النفسي مع لاعبيه وإخراج أفضل ما لديهم. منذ اللحظة الأولى، أظهر المدرب الألماني دعماً استثنائياً لراشفورد، متمسكاً بضمه رغم الانتقادات التي رافقت الصفقة، سواء بسبب تذبذب مستواه أو لسلوكياته خارج الملعب، ثم تأكيده علناً أنّ النجم الإنكليزي سيكون قطعة أساسية في مشروعه الكاتالوني الجديد.
تاريخ فليك مليء بالأمثلة على إحياء لاعبين تراجع مستواهم منذ أن كان مدرباً لبايرن ميونيخ، ونجح في إعادة أسطورة الفريق توماس مولر إلى سابق عهده، وكذلك جيروم بواتنغ الذي واجه لعنة الإصابات وتذبذب الأداء.
وفي برشلونة أحيا المدرب الألماني اللاعب البرازيلي رافينيا الذي كان على أعتاب المغادرة، ليعود ويصبح من أبرز نجوم الفريق ومرشحاً للكرة الذهبية، كما برز عدد آخر من الشباب تحت قيادته، مثل بيدري ولامين يامال وغيرهم.
الآن راشفورد يواجه فرصة سانحة أمامه، فما يملكه فليك من أدوات فنية ونفسية يمنحه القدرة على استعادة نسخته الأولى، بل ربما إخراج نسخة أكثر اكتمالاً. لكنّ نجاح التجربة يتوقف بالدرجة الأولى على اللاعب نفسه الذي يحتاج إلى الاستمرارية، فما أظهره أمام نيوكاسل قد يكون نقطة انطلاق، لكن الحفاظ عليه خلال الموسم هو التحدي الحقيقي له.
رهان فليك على راشفورد ليس مغامرة عشوائية، بل خطوة محسوبة ومبنية على سجل تدريبي حافل في إحياء النجوم. الدعم النفسي والتكتيكي متوافر، لكنّ نجاح القصة أو فشلها سيبقى مرهوناً بمدى قدرة راشفورد على الالتزام واستثمار الفرص.