ملاعب لبنان... معضلة تقوّض جهود الارتقاء بالمستوى العام
يترقب الجمهور الرياضي في لبنان عموماً و"عشاق الساحرة المستديرة" خصوصاً انطلاق موسم كرة القدم الجديد، إلا أنّ معضلة الملاعب لا تجد طريقاً إلى الحل الجذري والمستدام.
قبل أشهر، احتفل لبنان الرسمي بإعادة وضع ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية على خارطة المسابقات المحلية، بحضور رئيس الحكومة نواف سلام واحتفال جماهيري كبير. حينها أشارت وزيرة الشباب والرياضة نورا بايراقداريان إلى أنّ افتتاح الملعب مجدداً "يشكل محطة في مسار النهوض الرياضي"، إلا أنّ هذا المسار لم يصمد سوى أشهر قليلة، إذ خرج الصرح الرياضي الأكبر في لبنان عن الخدمة.

صدمة كبيرة انتابت الجماهير الرياضية التي ترى في حضور المباريات فسحة للتنفيس عن الهموم اليومية المعيشية والسياسية الضاغطة، حيث يبس العشب الأخضر مجدداً، وذلك لأسباب مبهمة، إذ تشير مصادر خاصة لـ"النهار" إلى أنّ الأمر يتعلق بعدم صرف الأموال لتأمين الصيانة ولا سيما مياه الري.
وكشفت المصادر عينها أنّ الإهمال مقصود، لأسباب كيدية، وهذا الأمر سيضع الحكومة مجدداً أمام مسؤولياتها، ولا سيما الوزيرة التي باتت مطالبة بالتدخل.
ولفتت مصادر أخرى إلى أنّ الملعب سيكون جاهزاً مع بداية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، وإلى ذلك الحين، ثمة خطوات مهمة سيشهدها ملف المنشأة على مستوى إدارتها.
وتفاقم هذه المعضلة مشاكل اللعبة الشعبية، حيث يضطر الاتحاد لإقامة الجزء الساحق من مسابقاته على ملاعب بعشب اصطناعي، برغم توجه الاتحاد الآسيوي لحظر المباريات على الأرضيات الاصطناعية في بطولاته الرسمية واعتماد العشب الطبيعي فقط، اعتباراً من الموسم الحالي.
ويعمل القيمون على المنشآت الرياضية على إعادة تعشيب وتحسين الملاعب الاساسية الأخرى، منها ملعب بيروت البلدي الذي ثمة حلحلة مع بلدية بيروت لإعادة النبض الرياضي إلى أرضيته وجماهيره، وكذلك ملعب طرابلس الأولمبي الذي يحتاج إلى جهود كبيرة ولا سيما مسألة الخيمة فوق المنصة الرئيسية، وثمة أعمال يخضع لها ملعب صيدا البلدي حيث يتجه نادي النجمة لاعتماده أرضياً لمبارياته البيتية.
ويعد الملعب الطبيعي الوحيد المتاح هو طرابلس البلدي في عاصمة الشمال بحلته الجديدة المميزة بعد تحسين مدرجاته، والذي سيستضيف القمة التقليدية بين قطبي اللعبة النجمة والأنصار في المرحلة الافتتاحية.
نبض