فينيسيوس "قنبلة موقوتة" مهددة بالانفجار في مدريد
يجد فينيسيوس جونيور نفسه اليوم في قلب عاصفة جديدة داخل ريال مدريد، بعدما تحوّل من أيقونة هجومية لا غنى عنها إلى صداع يؤرق النادي والمدرب والجماهير على حد سواء.
اللاعب البرازيلي، الذي كان "الملك غير المتوّج" تحت قيادة كارلو أنشيلوتي، يواجه الآن واقعاً مغايراً تماماً في ظل تألق كيليان مبابي، والذي أجبره على الجلوس بمقاعد البدلاء للمرّة الأولى منذ انطلاق مسيرته مع الفريق الأول.
ألونسو يعتبر مبابي النجم الأول
أحد أبرز أسباب التوتر يعود إلى الجانب المالي؛ ففينيسيوس، الذي اعتاد أن يكون الوجه الأبرز للمشروع الرياضي في مدريد، لم يتقبل بسهولة قدوم مبابي، خصوصاً بعد أن أصبح الفرنسي الأعلى أجراً، البرازيلي طالب بمساواة أو حتى زيادة راتبه، لكنّ فلورنتينو بيريز رفض بشكل قاطع كسر سقف الرواتب من أجل أي لاعب، مهما بلغت قيمته الفنية. قرار الرئيس خلق فجوة بين الطرفين، وبدأت التسريبات تشير إلى أنّ إدارة النادي تفكر في مستقبل من دونه إذا استمر في تشبثه بمطالبه.
وعلى الجانب الفني، فرض تشابي ألونسو نظاماً جديداً يقوم على الانضباط الجماعي والالتزام التكتيكي، وهو نهج مختلف تماماً عن أسلوب أنشيلوتي، الذي كان يمنح حرية شبه مطلقة لنجومه، وعلى رأسهم فينيسيوس. فالنجم البرازيلي اعتاد اللعب بطريقته الفردية، لكنّ ألونسو يطالب بتوزيع الأدوار بشكل واضح، وهو ما يضعه أمام خيارين، إما التكيف مع المنظومة أو خسارة مركزه الأساسي.
جلس فينيسيوس بالفعل مرّتين على دكة البدلاء خلال ست مباريات فقط، وهو رقم صادم بالنظر إلى أنه لم يختبر هذا الوضع طوال سنواته مع زيدان أو أنشيلوتي، فالرسالة من المدرب كانت واضحة: لا أحد فوق الفريق.
لاعب مثير للجدل
ما يزيد الطين بلة هو شخصية فينيسيوس داخل وخارج الملعب، فاللاعب معروف بروحه القتالية واندفاعه المبالغ فيه تجاه الخصوم والحكام والجماهير، وأحياناً حتى مع زملائه. البعض يرى أنّ هذا الجانب من شخصيته هو ما يمنحه القوة ليكون خطيراً في المواجهات الكبرى، لكنّ آخرين يعتقدون أنّ تمرده وإثارته للجدل باتت عبئاً على الفريق.
الجماهير نفسها منقسمة، فهناك من يراه جوهرة لا يمكن التفريط فيها مهما كانت الظروف، بينما يعتقد آخرون أنّ وجود مبابي ورودريغو يمنح الفريق مرونة هجومية أكبر، وبالتالي لم يعد فينيسيوس "اللاعب الذي لا يُستغنى عنه".

مستقبل غامض حتى 2027
فينيسيوس ما زال مرتبطاً بعقد يمتد حتى عام 2027، لكنّ التقارير القادمة من محيطه تشير إلى أنه قد يختار استكمال العقد والمغادرة مجاناً بعدها إذا لم تتحقق مطالبه، وهذا السيناريو يُقلق إدارة مدريد التي لا ترغب في خسارة واحد من أهم أصولها التجارية والرياضية بلا مقابل، لكنه في الوقت ذاته يضع اللاعب أمام اختبار صعب. فهل يملك الصبر على مقاعد البدلاء إذا استمر تراجع دوره؟
اليوم، يقف فينيسيوس عند مفترق طرق، إما أن يقبل بقواعد اللعبة الجديدة ويعيد اكتشاف نفسه في إطار تكتيكي أكثر جماعية، أو يواصل صدامه مع الإدارة والمدرب ويفتح الباب أمام خروجه من "برنابيو"، وفي كل الأحوال، تبقى الحقيقة أنّ البرازيلي أشبه بـ"قنبلة موقوتة"، يمكن أن تنفجر في أي لحظة، وتهز أركان ريال مدريد من الداخل.
نبض