الأهلي بين مستقبل غامض ورحيل وشيك للخطيب
يعيش النادي الأهلي المصري مرحلة استثنائية مليئة بالتحديات، بعدما أعلن محمود الخطيب، رئيس النادي، اعتذاره عن عدم خوض الانتخابات المقبلة، والاكتفاء بثماني سنوات قضاها في منصب الرئيس.
رغم أنّ قراره جاء بعد مسيرة طويلة شهدت إنجازات رياضية وإدارية واقتصادية، فإنّ غيابه عن المشهد الانتخابي يطرح العديد من التساؤلات حول مستقبل "القلعة الحمراء"، التي تبدو كأنها تدخل مرحلة انتقالية غير مستقرّة.
برّر الخطيب قراره بحالته الصحية التي لم تعد تسمح له بمواصلة تحمّل الضغوط، مؤكداً في بيان رسمي أنه يضع مصلحة النادي فوق أي اعتبار شخصي، وأنّ الأهلي كيان مؤسسي قادر على الاستمرار من دون الاعتماد على فرد بعينه. فيما أشارت تقارير صحافية مصرية إلى أنّ الضغوط العائلية والجماهيرية، إضافة إلى الخلافات الداخلية، مثل هجوم عضو المجلس حسام غالي، ساهمت في ترجيح كفة قراره.
لكن المفاجأة أنّ الخطيب عاد سريعاً إلى الظهور داخل النادي، حيث حضر مران الفريق الأول بعد ساعات من إعلان ابتعاده، في إشارة منه إلى أنه لن يتنصل من مسؤولياته حتى آخر لحظة. فُسرت عودته على أنها محاولة لطمأنة الجماهير الغاضبة من تدهور نتائج الفريق، خصوصاً أنه كان وراء التعاقدات الكبرى هذا الصيف، التي شملت ضم أحمد سيد زيزو، محمود حسن تريزيغيه، التونسي محمد علي بن رمضان، وآخرين.
وعلى الصعيد الفني، تبدو الصورة قاتمة، فالأهلي لم يحقق سوى انتصار وحيد في أول خمس مباريات بالدوري، بينما تعادل في ثلاث مباريات وخسر واحدة، ليجد نفسه في المركز الخامس عشر برصيد ست نقاط فقط، وهذه البداية الباهتة لا تتناسب مع طموحات بطل أفريقيا التاريخي، وتزيد من الضغوط على المدرب الموقت عماد النحاس.
من جانبها، أبدت الجماهير قلقاً كبيراً من تراجع الأداء والنتائج، وسط حالة من الانقسام بين من يطالب بالصبر على الفريق ومن يهاجم مجلس الإدارة بسبب القرارات المتأخرة. ومع اقتراب مواجهة سيراميكا كليوباترا في المرحلة السابعة، تبدو المباراة مصيرية لتحديد ملامح الفترة المقبلة، سواء باستعادة الثقة أو استمرار نزيف النقاط.
سياسياً وإدارياً، يشهد النادي حالة ترقب قصوى مع اقتراب موعد الجمعية العمومية وانتخابات مجلس الإدارة، وتحاول لجنة الحكماء داخل الأهلي إقناع الخطيب بالعدول عن قراره، وسط توقعات بظهور قوائم انتخابية جديدة قد تغير شكل المنافسة.

ويرى مراقبون أنّ حضور الخطيب المرتقب للجمعية العمومية ربما يكون مؤشراً على إمكان إعادة النظر في موقفه، وإن كان الرجل نفسه لم يبدِ أي نية واضحة للتراجع.
في المحصلة، الأهلي اليوم أمام تحديات متشابكة، إذ يعاني من أزمة نتائج على المستوى الكروي، مرحلة انتقالية على المستوى الإداري، وانقسام جماهيري حول المستقبل، ويأتي غياب الخطيب عن المشهد الانتخابي ليمثل فراغاً كبيراً ويدفع النادي إلى مرحلة الغموض.
نبض