طموح لا يعرف حدوداً... شعار أطلقه نادي جويا الرياضي قبيل انطلاق عهده الحديث بين أضواء الدرجة الأولى لكرة القدم اللبنانية.

الأمر الأكثر وقعاً ليس الصعود الصاروخي للنادي الجنوبي، بل بناء منشأة في قلب الجنوب اللبناني، على رغم الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وهو أمر لحظه الرئيس التنفيذي للنادي باسل سعد خلال حفل الفريق لبطولة الدوري العام الـ66 عشية انطلاقه، إذ يقول: "عندما بدأنا مشروعنا في نادي جويا كنا مدركين التحديات التي تنتظرنا لكن لدينا إيمان باللعبة الشعبية وسنكمل في مشروعنا".

مشروع انطلق من فكرة، وأصبح طموحاً كبيراً لدى ثلاثة أشقاء هم وائل وباسل ووسام سعد، الذين وضعوا حجر أساس لتنفيذ حلم راودهم منذ كانوا يمارسون هوايتهم، ويطمحون الى وضع اسم بلدة جويا العاملية على خريطة اللعبة الشعبية محلياً والانطلاق بها نحو المحافل العربية والآسيوية.

أسس النادي فريقاً قوياً بعدما ضم نجوماً مميزين في اللعبة، في مقدمهم النجم المخضرم حسن معتوق بصفقة قياسية بحسب ما تردد، وبإشراف المدير الفني يوسف بعلبكي وأجانب يبدو مميزين، إلا أنّ الأمر الأكثر أهمية هو بناء منشأة بطراز معاصر، بحيث تضم ملعباً لكرة القدم مجهزاً بأحدث المرافق، فضلاً عن وضع مخطط لتوسيعها إلى قاعة مغلقة لكرة القدم للصالات وكرة السلة مستقبلاً وليكون الملعب مركزاً للرياضة في منطقة الجنوب عموماً.

ويشرح رئيس النادي وسام سعد عن الملعب الجديد الذي يسير العمل فيه بوتيرة متسارعة، قائلاً: "وضعنا أهدافاً على مديات عدة وطموح بلا حدود"، وتابع: "نادي جويا وجد ليكون كبيراً بين الكبار".

وستكون الملعب أرضية اصطناعية بجودة عالية معترف بها من الاتحاد الدولي، قد يصار إلى جعلها طبيعية مستقبلاً وخصوصاً "إذا بلغ الفريق بطولات آسيوية"، فضلاً عن إنارة تعتمد تقنيات عالية لاستضافة المباريات المسائية.

يقدم النادي الحديث العهد تجربة متجددة، إذ عرفت كرة القدم اللبنانية في العقدين الأخيرين صعود العديد من الأندية التي جاءت بطموحات عالية ومماثلة، إلا أنّ استمرارها لم يدم، ويقول الرئيس التنفيذي: "الاستمرارية تتطلب أن يتحوّل النادي إلى مؤسسة وهذا أمر تناقشه غالبية الأندية مع الاتحاد، ونتطلع لأن يصبح الفريق مؤسسة لا تعتمد على أشخاص أو مبادرات فردية، مرد هذا الأمر الوصول إلى الاحتراف وتطوير اللعبة وصناعة النجوم مستقبلاً، وهذا يحتاج إلى شغل مضن وتضافر كل الجهود".

وتشمل خطط النادي الاهتمام بالفئات العمرية بطريقة مدروسة، لا بل يضعها القيمون على النادي من ضمن الأولويات. وأطلق سعد التحدي للفرق المنافسة "سننافس كل الفرق بجدية"، وتابع: "طموحاتنا متواضعة ولدينا نفس طويل وسنواصل السعي موسماً بعد آخر لتحقيق أهدافنا وسنقاتل سنوياً لتحقيق هدفنا".

وأضاف لـ"النهار": "طموحنا عال بطريقة مدروسة وهذا المشروع طويل الأمد".

فريق جويا خلال التدريبات. (وكالات)

فنياً، لا شك في أنّ الفريق الجنوبي سيكون نداً قوياً للكبار ولا سيما منهم الأنصار حامل اللقب والنجمة الساعي لاستعادته والعهد صاحب الأمجاد والصفاء، ويشير المدرب الفني يوسف الجوهري إلى أنّ الأجواء مميزة "لدينا نوعية لاعبين ممتازة وقد أظهرنا صورة قوية خلال التحضيرات وهي مؤشر لتحقيق نتائج جيدة"، وأردف لـ"النهار": "لدينا فريق ولاعبين بنوعية جيدة ونأمل أن نصل إلى أهدافنا".

وكان الفريق قد خضع لمعسكر إعدادي نهائي من أجل البطولة بحيث سيستهل مشاركته الأولى بين الأضواء، بمواجهة البرج الجمعة المقبل على ملعب أمين عبد النور البلدي في بحمدون.