بعد سجلّه الكارثي... مانشستر يونايتد يحسم مستقبل أموريم

قررت إدارة نادي مانشستر يونايتد التمسك بمدرب الفريق البرتغالي روبن أموريم، برغم البداية الكارثية للموسم، التي تُعد الأسوأ للنادي منذ 33 عاماً، ويأتي هذا القرار بالرغم من فوز الفريق في ثماني مباريات فقط من أصل 31 مباراة في الدوري الإنكليزي لكرة القدم منذ توليه المسؤولية، وهو رقم مثير للقلق بالنسبة لنادٍ بحجم مانشستر يونايتد وطموحاته الكبيرة على الساحة المحلية والقارية.
وتفاقم الضغط على أموريم بعد الهزيمة الثقيلة 3-0 أمام غريمه التقليدي مانشستر سيتي، في مباراة كشفت عن هشاشة دفاعية واضحة وضعفت معها الثقة الجماهيرية بالفريق، هذه النتيجة تركت مانشستر يونايتد في قاع جدول فرق الدوري الإنكليزي الدائم وجودها منذ تعيين أموريم في 24 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، في مؤشر صادم على الانحدار الكبير في مستوى الأداء مقارنة بالمواسم السابقة.
ذكرت صحيفة "مانشستر إيفنينغ نيوز" أن روبن أموريم سيظل في منصبه، برغم الخسارة في 16 مباراة من أصل 31، مقابل سبعة تعادلات وثمانية انتصارات فقط، وبرغم الاستثمار الصيفي الكبير للنادي الذي تجاوز 225 مليون جنيه إسترليني، والذي لم يحقق سوى فوز واحد في أربع مباريات.
أموريم، البالغ من العمر 40 عاماً، أبدى تمسكه بخطته المفضلة 3-4-3، مؤكداً أنه لن يغير أسلوبه إلا إذا حدث تغيير في الإدارة، ما يضع الكرة في ملعب النادي لاتخاذ قرار إما بدعم فلسفته أو البحث عن بديل قادر على قلب المعطيات، وهذا الموقف يعكس ثقة أموريم بنفسه ورؤيته التكتيكية، لكنه يضاعف الضغوط على الإدارة، خصوصاً مع تصاعد الغضب الجماهيري والمطالبة بتحقيق نتائج سريعة.
من الناحية الإحصائية، يظهر سجل أموريم في الدوري الإنكليزي مدى حجم الأزمة، حيث يصل معدل الفوز تحت قيادته إلى 25.8% فقط، مع فارق أهداف سلبي يبلغ -13، ما يؤكد المشكلات الدفاعية والهجومية على حد سواء، كما يعكس هذا المعدل مدى صعوبة الوضع بالنسبة لنادٍ يسعى للعودة إلى المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية بعد سنوات من النتائج المخيبة للآمال.
الجماهير عبر منصات التواصل الاجتماعي أعربت عن استيائها الشديد من الأداء، معتبرة أن الفريق لا يظهر أي مؤشرات على تحسن، وأن الثقة بالمدرب بدأت تتضاءل، بينما يرى البعض أن استمرار الدعم الإداري قد يكون محاولة لإعطاء أموريم فرصة أخيرة لتثبيت أسلوبه وتحقيق النتائج المرجوة.
في المقابل، يواجه أموريم تحدياً مزدوجاً، حيث يحتاج إلى التوفيق بين فلسفته التكتيكية وتمكين اللاعبين الجدد من الاندماج سريعاً، خصوصاً بعد الاستثمارات الكبيرة التي قام بها النادي الصيف الماضي، التحدي الأكبر يكمن في تحويل هذه الموارد الهائلة إلى نتائج ملموسة على أرض الملعب قبل أن تتزايد الضغوط عليه تزايداً أكبر، سواء من جماهير النادي أو وسائل الإعلام.
ومع كل ذلك، تبقى الإدارة ثابتة على موقفها، مؤكدة دعمها لمدربها حتى نهاية عقده في 2027، في خطوة تعكس رغبتها في منح المشروع الفني فرصة استقرار، على الرغم من سجل أموريم السلبي في الدوري الإنكليزي حتى الآن، والذي يعتبر الأكثر كارثية منذ عقود بالنسبة لمانشستر يونايتد.