اعتبر مدير طواف إسبانيا للدراجات الهوائية (لا فويلتا)، خافيير غييّن، أن التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والتي أدت إلى تعطيل المرحلة الأخيرة من السباق الأحد في العاصمة مدريد "غير مقبولة على الإطلاق".

وقال غييّن خلال مؤتمر صحافي الإثنين "أود إدانة ما حدث في المرحلة الأخيرة. لا حاجة للتعليق، الصور تتحدث عن نفسها. ما حدث غير مقبول على الإطلاق"، معتبرا أنه كان بالإمكان حصول هذه التظاهرات التي استهدفت فريق "إسرائيل-بريمير تيك"، من دون المس بمسار السباق.

وألغيت المرحلة الأخيرة من الطواف الأحد بعدما اقتحم مئات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين المسار في مدريد، فيما تصدت لهم الشرطة بالغاز المسيل للدموع، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس.

في شارع غران فيا في وسط العاصمة السياحي، وفي أتوتشا قرب محطة القطارات المركزية فضلا عن بلاثا دي كولون، أزال متظاهرون عصراً الحواجز التي كانت تحمي مسار المرحلة الختامية الذي يمر في جادات مدريد الرئيسية مرات عدة.

في أتوتشا خصوصا، رد عناصر الشرطة بصد المتظاهرين مستخدمين الغاز المسيل للدموع قبل أن يسمحوا لهم بالتقدم.

وأعلن المنظمون توقف المرحلة الحادية والعشرين والأخيرة نهائيا قبل 56 كيلومترا من خط الوصول.

وأفادت المتحدثة باسم ممثلية الحكومة المركزية في منطقة مدريد فرانس برس بأن عدد المشاركين في التحرك الاحتجاجي في العاصمة الإسبانية "تخطى مئة ألف"، معلنة توقيف شخصين.

وقد كان مسار الطواف منذ وصوله إلى الأراضي الإسبانية مسرحا بشكل شبه يومي في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لتظاهرات مؤيدة للفلسطينيين تستهدف خصوصا فريق "إسرائيل-بريمير تيك". وقد أثر ذلك كثيرا على تركيز الدراجين الذين سقط بعضهم خلال حوادث فيما اضطر المنظمون إلى تقصير بعض المراحل.

ولم تشهد المرحلة الأخيرة تاليا تتويج أي فائز، فذهب لقب النسخة الثمانين من الطواف لصالح الدنماركي يوناس فينغيغارد، ليضيفه إلى لقبيه في طواف فرنسا عامي 2022 و2023.

وتلقى القضية الفلسطينية دعما شعبيا كبيرا في إسبانيا. وأتت هذه التظاهرات في مرحلة تشهد فيها العلاقات بين حكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توترا شديدا، خصوصا بعد إعلان سانشيز قبل فترة قصيرة اتخاذ إجراءات تهدف "إلى وضع حد للإبادة في غزة".

ووصف وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر سانشيز وحكومته بأنهما "عار على إسبانيا"، واتّهم في منشور على منصة إكس رئيس الوزراء الإسباني بأنه "شجّع المحتجين على الخروج إلى شوارع" مدريد، ووقف المرحلة الأخيرة من طواف الدراجات.

التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين (أ ف ب)

وفي إسبانيا، اتهم زعيم الحزب الشعبي اليميني المعارض ألبرتو نونييس فيخو الحكومة الإسبانية بأنها مسؤولة عن "الإحراج العالمي" الذي تعرضت له البلاد بعد توقف الطواف.

وقال مدير الطواف الإثنين "لا أعتقد أنه باستطاعتنا أن نأخذ أي شيء مفيد مما حدث بالأمس. لا بأس أن يستغل الناس +لا فويلتا+  للتعبير عن آرائهم، لكننا نطالب أيضا باحترام السباق".

وأضاف "كان أمس يوما حزينا، مؤسفا، كانت لحظات صعبة جدا"، معتبرا أن "مقاطعة السباق تسببت في أضرار جسيمة لنا، وهذا ما أضرّ بنا أكثر من أي شيء آخر، (لكن) تمكنا من إكمال المراحل الـ 21".