مانشستر تتشح بالأزرق السماوي... ويونايتد بين الفلسفة والإخفاق

يبدو أنّ مانشستر يونايتد قد وجد نفسه عالقاً في حلقة من التراجع المتواصل، في أعقاب الهزيمة الثقيلة بثلاثية نظيفة أمام جاره مانشستر سيتي في الجولة الرابعة من الدوري الإنكليزي الممتاز.

الهزيمة لم تكن صادمة فحسب، بل كشفت عن فجوات فنية ونفسية مستمرّة، سواء على مستوى اللاعبين أو في فلسفة القيادة التي ينتهجها المدرب البرتغالي روبن أموريم.

برغم مرور عشرة أشهر على توليه قيادة الفريق، لم يتمكن أموريم من تحقيق انتصارات متتالية في الدوري، ما يعكس صعوبة استعادة التوازن المطلوب للفريق. وبعد المباراة، شدد أموريم على تمسكه بفلسفته التكتيكية، مؤكداً أنّ نظامه "3-4-3" سيبقى قائماً: "عندما أريد تغيير فلسفتي سأغير، إذا لا، يجب أن تُغير المدرب"، في إشارة واضحة إلى أنّ التغيير الشخصي فقط قد يوازي تغيير التكتيك نفسه. وأشار أموريم إلى أنّ أحداثاً غير معلنة خلف الكواليس أثرت على أداء الفريق، قائلاً: "ليس لديك فكرة عما حدث خلال هذه الأشهر الماضية… لكن أقبل ذلك".

مانشستر سيتي يتفوّق على مانشستر يونايتد. (أ ف ب)

الهزيمة أمام سيتي لم تكن مجرّد نتيجة، بل كشفت كيفية استغلال الخصم لأي ثغرة، خصوصاً مع الفاعلية الهجومية لثنائي فيل فودن والنروجي إرلينغ هالاند، بينما ظهر ضعف التنسيق الدفاعي ليونايتد بشكل صارخ. وصف الكاتب في صحيفة "غارديان" جوناثان ويلسون المباراة بـ"الروتين المعتاد" بالنسبة إلى يونايتد، حيث لم يكن هناك غضب أو دهشة من الجمهور أو اللاعبين، وهو ما يعكس شعور الفريق بعدم قدرته على الخروج من مستواه المتوسط.

إزاء هذا الواقع الصعب، جاءت تصريحات اللاعب المغربي نصير مزراوي لتلقي بعض الضوء على الجوانب الإيجابية الممكن البناء عليها لدى يونايتد: "لا أستطيع تحديد أصل المشكلة فوراً بعد المباريات، لكن هناك إيجابيات يمكن تطويرها، ونحن بحاجة إلى تحليل جماعي بعيداً من الانفعالات". وأضاف أنّ الفريق يركز على تعزيز التواصل بين اللاعبين ومناقشة الأخطاء مع الجهاز الفني، مع العمل على استثمار أي مؤشرات إيجابية تظهر أثناء اللقاءات.

على الجانب الآخر، لم تخلُ مباراة الديربي من لحظات مؤثرة خارج المنافسة، إذ تم تكريم الملاكم العالمي السابق ريكي هاتون، أحد أعظم مشجعي مانشستر سيتي، الذي وُجد ميتاً في منزله عن عمر 46 عاماً قبل يوم المباراة. قبل انطلاق اللقاء، ارتدى اللاعبون شارات سوداء، وتم عرض صورة هاتون على شاشات ملعب الاتحاد وسط دقيقة صمت وتصفيق مستمر. وقال فودن: "لقد كانت المباراة من أجله وعائلته، ولأجل كل من يعاني حالياً… أعطينا كل ما لدينا". واصفاً هذه اللحظة بالمحفزة على الرغم من الضغط الرياضي.

يعيش مانشستر يونايتد مرحلة حساسة تتطلب توازناً بين تمسك فلسفة أموريم وبين الاستجابة الواقعية للنتائج المتواضعة. الفريق يعاني من ضعف التنسيق الهجومي والدفاعي، ويحتاج إلى جهود جماعية متواصلة لتحسين الأداء، بينما يظل الجمهور متشككاً في إمكانية التعافي على المدى القصير.

تصريحات أموريم ومزراوي معاً تعكس إدراكاً للفجوات الحالية، مع رغبة واضحة في تطوير الفريق عبر التحليل الجماعي والعمل الدؤوب، وهو ما قد يمنح مانشستر يونايتد فرصة لاستعادة مكانته في المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، إذا ما توافرت الإرادة والوقت لتطبيق التغيير الحقيقي على أرض الملعب.

في المقابل استعاد "سيتيزنز" توازنه بعد خسارتين، آملاً أن ينطلق مع مدربه بيب غوارديولا نحو طرق أبواب الصدارة في المراحل المقبلة.