أسرار محمد صلاح وراء المجد... بين المستشفى والمنزل (فيديو وصور)
ما وصل إليه النجم المصري محمد صلاح اليوم، يؤكد أنه ليس لاعباً عادياً، خصوصاً أنه يدافع عن ألوان ليفربول أحد أبرز الأندية الأوروبية، الذي ينافس في الدوري الإنكليزي الممتاز، والذي يعد الأقوى في العالم والأكثر تحدياً ومنافسة وشراسة.
هو "الفرعون" الذي كسر معظم الأرقام القياسية في إنكلترا، ورفع اسم مصر والعرب عالياً في المحافل الأوروبية، ضارباً سيطرة الأسماء الأجنبية على معظم الجوائز والألقاب الفردية، ومؤكداً أن كرة القدم تعطي لمن يعطيها.

"يفوق الخيال"
قبل أشهر قليلة من بلوغه الـ30 عاماً (قبل ثلاث سنوات)، سُئل صلاح في مقابلة عن شعوره وهو يقترب من هذه السن، والتي يُعتبر فيها معظم لاعبي كرة القدم قد تجاوزوا ذروة عطائهم، فأجاب: "لم أفكر في حقيقة أنني سأبلغ الثلاثين. سألت بعض اللاعبين وقالوا إن الأمر مختلف عندما تصل إلى هذا العمر، لكنني أشعر أنني بخير. أستمتع بالحياة، أستمتع بكرة القدم، لم يعد العمر مهماً الآن".
وبعد ثلاثة مواسم متتالية منذ ذلك التصريح، أثبت هداف الدوري الإنكليزي الممتاز وصاحب أكبر عدد من التمريرات الحاسمة صحة كلامه.
بلغ الثالثة والثلاثين في حزيران/يونيو الماضي، لكن أداء "مو" كان حاسماً في قيادة ليفربول نحو لقب الموسم الماضي، وقبل ساعات أنقذ فريقه من التعثر بالتعادل أمام بيرنلي في المرحلة الرابعة من الموسم الحالي (2025-2026).
هذه العروض المبهرة أكسبته عقداً جديداً لمدة عامين (حتى 2027) رغم تردد ملاك النادي في تقديم عقود طويلة للاعبين تجاوزوا الـ30 عاماً، كيف لا وهو الذي نال جائزة أفضل لاعب في إنكلترا باختيار اللاعبين لثلاث مرات.
وقال زميله السابق دانييل ستوريدج: "ما يفعله موسماً بعد موسم أمر مذهل... إنه يفوق الخيال"، فيما وضعه المدافع السابق جيمي كاراغر في المرتبة الثانية خلف تييري هنري كأعظم مهاجمي الدوري الإنكليزي.

"تفاصيل صغيرة"
في سن يظهر فيه التراجع عادة على أفضل اللاعبين، كيف تمكن صلاح من الضغط على دواسة السرعة والانطلاق نحو القمة على الصعيدين البدني والفني؟
في عام 2016 وقّع في روما الإيطالي عقداً دائماً بعد فترة إعارة ناجحة من تشيلسي الإنكليزي، وبدأ بإطلاق برنامج الإعداد والتعافي الذي أصبح أساس نجاحه.
وكان صلاح في إيطاليا يبحث دائماً عن "التفاصيل الصغيرة التي تساعدني في التعافي جيداً والشعور بالقوة بعد كل مباراة".
اشترى أجهزة للياقة البدنية والقلب والوزن، وبنى ملعب تدريب صغيراً في حديقة منزله، ليتمرن على التسديد مع مدرب خاص.
مع مرور الأشهر وانتقال محمد صلاح إلى ليفربول، وفي وقت انشغل المعالجون الفيزيائيون بمداواة إصابات اللاعبين الآخرين، كان "الفرعون" المصري يركز فقط على التحضير وضمان جاهزية جسده لأي تحدٍ يضعه المدير الفني للفريق وقتها يورغن كلوب. ونُقل عن أحد العاملين معه قوله: "إنه آلة… إنه استثنائي".
رغم أن الفريق كان يخوض ثلاث حصص تدريبية يومياً، كان صلاح يبدأ يومه وينهيه بزيارة الصالة الرياضية، وهي عادة بدأها منذ أيامه في تشيلسي، حين كان يعلم تماماً أنه لن يشارك كثيراً في المباريات.
وكان العمل في الصالة الرياضية بالنسبة إلى ممثل مصر في إنكلترا جزءاً راسخاً من حياته داخل النادي وخارجه، حتى أن بعض لاعبي ليفربول كانوا يملأون وقتهم قبل التدريبات بممارسة البلياردو، لكن "مو" في المقابل كان يتدرّب من أجل تقوية عضلات البطن والدوران.

جهاز شديد البرودة
ورغم أن عضلات بطن صلاح الظاهرة قد تكون أكثر ما يلفت في جسده، إلا أنها في الحقيقة مجرد نتيجة طبيعية للتغذية السليمة وجيناته.
والأهم هو قوة الاستقرار العميقة في مركز جسده وقدرته على الالتفاف أثناء الركض بسرعات عالية، خصوصاً أن مركزه يحتاج إلى مقاومة المدافعين والتحرك في المساحات الضيقة".
وفي منزل صلاح، خُصصت غرفتان لتجهيزات الجيم، بما في ذلك الأثقال الحرة وجهاز الجري ودراجة ثابتة وآلة بيلاتس صغيرة (تعمل بشكل كبير على التنفس وتحقيق توازن بين العقل والجسد) وأجهزة مقاومة ثابتة.
ويملك صلاح أيضاً جهاز علاج بالتبريد (علاج شديد البرودة تصل حرارته إلى ما دون 80 درجة مئوية تحت الصفر)، لتسريع تعافي العضلات عبر تقليل الألم والالتهابات، فضلاً عن غرفة أوكسجين مضغوط تسمح له بالتنفس في ضغط جوي أعلى بمرتين أو ثلاث من المعتاد، وهو ما قد يعزز التعافي والقدرة على التحمل وفق بعض الدراسات.
وقد مازح صلاح مرة بالقول إن منزله يشبه المستشفى، فبعد أن تخلد بناته للنوم، يتجه في أكثر الأوقات إلى صالة منزله للعمل على تفاصيل محددة مثل المرونة أو الحركة.
ويمارس صلاح "اليوغا"، وهو الذي احتفل أكثر من مرة بأهدافه بحركة "الشجرة" الشهيرة، قال بعدها: "أنا رجل يوغا"، موضّحاً أن هذه الممارسة تساعده في المرونة وقوة الجذع وحماية نفسه من الإصابات.

نظام غذائي
وبعيداً من الجهوزية البدنية والعقلية، يشتهر صلاح باهتمامه بالنظام الغذائي، وهو الذي يطالب دائماً بالتقليل من الخبز الأبيض.
ويفضّل "مو" تناول البطاطا الحلوة، والبروكلي، والأسماك، والدجاج، والسلطة، ويسمح لنفسه بتناول البيتزا مرة في الشهر، وكذلك يأكل الكشري عند عودته إلى مصر، كما أنه لا يشرب الكحول.
نبض