حسام حسن بين المهنية والخلافات الشخصية

بينما يقترب منتخب مصر من إنجاز تاريخي بالتأهل إلى كأس العالم 2026، تحت قيادة العميد حسام حسن، تستمر علامات الاستفهام في ملاحقة المدير الفني، بسبب بعض قراراته الجدلية في اختيارات اللاعبين، حيث يرى البعض أنها لا تخضع للمهنية بقدر ما ترتبط بخلافات شخصيّة قديمة.
بدأت القضية مبكراً مع استبعاد عمر كمال في بداية ولايته، رغم مستواه المميز وقتها، وحاجة المنتخب إلى مركز الظهير الأيمن، وهو ما فُسّر بأنه امتداد لخلافات سابقة بين اللاعب والمدرّب، قبل أن يضطر حسام لاحقاً إلى استدعائه لعدم وجود بدلاء.
ثم جاء ملف إمام عاشور ليشعل الجدل من جديد، بعدما اعتبر إبراهيم حسن أنّ اللاعب تحايل على الجهاز الفني بادعاء الإصابة للغياب عن معسكر سابق، فضلاً عن تصريحاته ضد المدرب. قرار استبعاده حينها فسّره البعض على أنه تصفية حسابات. لكنّ حسام أعاده لاحقاً وأصبح أحد الركائز الأساسية قبل أن تعيقه الإصابات.
أما مصطفى محمد، فقد كان عنواناً آخر للنقاش أخيراً؛ فرغم استدعائه إلى معسكر المنتخب الأخير، ظل أسير دكة البدلاء في مباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو، رغم تراجع الأداء الهجومي وتألقه في فرنسا في قرار أثار الكثير من علامات التعجب، والتساؤل عن سبب استدعائه من البداية طالما أنه لن يشارك. كثيرون ربطوا هذا التهميش بخلاف سابق حين أبدى اللاعب غضبه علناً من تغييره في مباراة، ورغم اعتذاره المتكرّر، إذ يبدو أنّ المدرب لم يتجاوز الأمر بسهولة.
هذه الوقائع خلقت انقساماً واضحاً في الآراء بين الكثير من الجماهير والنقاد؛ فهناك من يرى أنّ حسام حسن غير قادر على الفصل بين خلافاته الشخصية ومتطلبات عمله كمدرب للمنتخب، وأنّ اختياراته أحياناً يحكمها الانفعال أكثر من المصلحة الفنية، وهو ما يضرّ بمصلحة الفريق. لكن آخرين يرون أنّ انضباط حسام وصرامته هما جزء من الاحترافية، وأنّ قراراته التأديبية، وإن كانت على حساب الأداء الفني وبعض الأسماء الكبيرة، فهي التي تضمن له السيطرة على غرفة الملابس لفرض الانضباط اللازم.
بين الرأيين، تبقى الحقيقة أنّ المنتخب مع حسام حسن حقق نتائج ملموسة، أبرزها التأهل المبكر إلى كأس الأمم الأفريقية واقترابه من بلوغ المونديال، رغم الحاجة الواضحة إلى تحسين الاختيارات وتطوير الأداء الفني داخل الملعب.