العنصرية عرض مستمر في ملاعب أوروبا

لا تزال العنصرية وصمة عار تلطخ كرة القدم الأوروبية، رغم كل الشعارات والحملات التي ترفعها الاتحادات والهيئات الكروية لمكافحة هذه الآفة.
مع انطلاق موسم 2025-2026، سرعان ما ظهرت ممارسات عنصرية صادمة أكدت أنّ الطريق نحو كرة قدم خالية من التمييز لا يزال طويلاً وشاقاً.
في غضون أسابيع قليلة، تعرّض أكثر من لاعب لهتافات وإساءات عنصرية، سواء من المدرجات أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذه الحوادث لم تتوقف عند حدود المشهد الكروي، بل تحوّلت إلى قضية اجتماعية أثارت الجدل، وأشعلت النقاش حول مسؤولية الأندية والاتحادات في التصدي بحزم لهذه الآفة.
إليكم عدد من اللاعبين الذين تعرّضوا للعنصرية في ملاعب أوروبا رغم أننا لا نزال في بداية الموسم:
أنطوان سيمينيو
تحوّل افتتاح الدوري الإنكليزي لكرة القدم هذا الموسم إلى حدث سلبي بعدما كان الغاني أنطوان سيمينيو، مهاجم بورنموث، ضحية إساءة عنصرية من أحد المشجعين في مباراة فريقه ضد ليفربول. وقعت الحادثة بعد مرور نصف ساعة فقط من صافرة البداية، ما أجبر الحكم على إيقاف المباراة موقتاً وتفعيل بروتوكولات رابطة الـ"بريميرليغ" الخاصة بمكافحة العنصرية.
اعتقلت الشرطة البريطانية المشتبه به، وقرّرت منعه موقتاً من الاقتراب من أي ملعب لمسافة ميل كامل حتى نهاية التحقيقات. عبّر سيمينيو عن استيائه العميق من تكرار مثل هذه المواقف، وقال في تصريحات لقناة "آي تي في": "في هذا العصر، لا يزال اللاعبون يتعرّضون للإساءة العنصرية، هذا أمر غير منطقي، نتساءل فقط: لماذا يستمر هذا في الحدوث؟".
أنتوي أديجي
في ألمانيا، لم يختلف الوضع كثيراً، فقد كشف لاعب شالكه، أنتوي أديجي، أنه تعرّض لإساءات عنصرية أثناء تنفيذه رمية تماس خلال مباراة في كأس ألمانيا. أثارت الواقعة ردوداً غاضبة داخل النادي، حيث طالب المسؤولون بضرورة اتخاذ مواقف أكثر صرامة لحماية اللاعبين.
ويستون ماكيني
لم يكن الدوري الإيطالي بمنأى عن هذه الموجة، إذ تعرّض الأميركي ويستون ماكيني، لاعب جوفنتوس، لإهانات عنصرية من بعض الجماهير خلال عملية الإحماء قبل انطلاق مباراة فريقه أمام بارما في "الكالتشيو". سارعت إدارة جوفنتوس إلى إصدار بيان شديد اللهجة دانت فيه الحادثة، وأكدت دعمها الكامل للاعب، وطالب الإعلام الإيطالي بفرض غرامات قاسية وإجراءات ردعية ضد الأندية التي يفشل مشجعوها في التزام سلوك رياضي يليق بالملاعب.
كيليان مبابي
في إسبانيا، اعتقلت الشرطة مشجعاً قلد أصوات القرود وأدى إشارات عنصرية نحو الفرنسي كيليان مبابي، نجم ريال مدريد، خلال مباراة أقيمت في 24 آب/ أغسطس الماضي.
أثارت الواقعة موجة استياء واسعة داخل الأوساط الرياضية والإعلامية، خصوصاً أنها استهدفت أحد أبرز نجوم الكرة العالمية. وأصدر النادي الملكي بياناً قوياً يدين ما حدث، فيما فتح الاتحاد الإسباني تحقيقاً رسمياً بالواقعة. سلطت الحادثة الضوء مجدداً على معاناة اللاعبين السود في "لا ليغا"، والتي برزت أيضاً في السنوات الماضية مع حالات مشابهة تعرّض لها فينيسيوس جونيور.
مبادرة "فيفا" لمكافحة العنصرية
تزايد هذه الحوادث دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي (يويفا) إلى تشديد خطابهما ضد العنصرية، لكنّ المنظمات المناهضة للتمييز ترى أنّ الجهود لا تزال غير كافية. وأكدت بيارا باور، المديرة التنفيذية لمجموعة "فير"، أنّ الحوادث العنصرية في الملاعب الأوروبية هذا الموسم "تزيد عن ضعف ما شهدناه في الموسم الماضي".
وفي خطوة جديدة، أعلن "فيفا" الأسبوع الماضي تشكيل لجنة استشارية تضم 16 لاعباً سابقاً، بينهم أساطير مثل جورج ويا وديدييه دروغبا، تحت مسمى "صوت اللاعبين"، والهدف من هذه المبادرة هو الدفع نحو تغيير ثقافة كرة القدم من الداخل وضمان أنّ الإجراءات ضد العنصرية تُطبق بصرامة داخل الملاعب وخارجها.