الكرة الذهبية 2025: صراع القوة والهيبة بين الأندية والمنظمين

تدخل جائزة الكرة الذهبية في أصعب لحظاتها منذ عقود في موسم 2025، بحيث لم يعد التنافس على الإنجازات الفردية وحده محور الجدل، بل أصبحت الجائزة اختباراً حقيقياً للهيبة والصدقية في عالم كرة القدم.

فبعد مقاطعة ريال مدريد الحادة لحفل العام الماضي إثر تتويج الإسباني رودري نجم مانشستر سيتي الانكليزي، على حساب البرازيلي فينيسيوس جونيور مهاجم ريال مدريد، ارتسم مزيد من علامات الاستفهام حيال هل ما زالت الكرة الذهبية رمزاً للتميز، أم أصبحت أداة سياسية يمكن أن تخضع لضغوط الأندية الكبرى؟

وبات السؤال الأكبر ليس من سيفوز، بل هل ما زالت الجائزة تحتفظ بقدسيتها في عالم كرة القدم؟

ويسيطر الفرنسي عثمان ديمبيلي، نجم باريس سان جيرمان، على المشهد الرياضي، بعدما خاض موسماً تاريخياً توّج فيه فريقه بدوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، وسجل 35 هدفاً و16 تمريرة حاسمة، إضافة إلى ألقاب الدوري والكأس والسوبر المحليين.

أهدافه الحاسمة ضد ليفربول في إياب ثمن النهائي، وركلات الترجيح التي منحت التأهل، جعلته المرشح الأبرز وفق الخبراء، وقد وصف ديمبيلي الموسم بأنه "الأفضل في حياتي المهنية".

على الجانب الآخر، يبرز الإسباني الشاب لامين يامال (18 عاماً) رمزاً للطموح والصعود المبهر، بعد أن قاد برشلونة لتحقيق ثلاثية محلية وسجل 18 هدفاً وصنع 25 فرصة حاسمة. وقال يامال في مقابلة مع "موندو ديبورتيفو": "الفوز بالكرة الذهبية حلم بالطبع، وإن لم تأت الآن سأواصل العمل للتحسن كل يوم"، ليصبح حديث الإعلام والأنظار، ليس لأدائه فحسب، بل لما يمثله من مستقبل الكرة الإسبانية.

ولا يمكن تجاهل المصري محمد صلاح، الذي سجل 34 هدفاً و23 تمريرة حاسمة مع ليفربول، وقاد فريقه للتتويج بالدوري الإنكليزي الممتاز للمرة الثانية. صلاح يمثل الثبات والأداء الاستثنائي، واعتبر نفسه في تصريحاته للصحافة جزءاً من "معادلة الفريق"، مؤكداً أن الجائزة لا تعكس الإنجازات الفردية فحسب، بل تأثير اللاعب على نجاح الفريق.

ديمبيلي ويامال المرشحان للفوز بالكرة الذهبية (وكالات)

لكن التحدي الحقيقي ليس رياضياً فقط، بل سياسي أيضاً. غياب ريال مدريد، النادي الأكثر تتويجًاً بالكرة الذهبية عبر لاعبيه بـ 12 لقباً تاريخياً، يسلط الضوء على الأزمة العميقة بين الأندية الكبرى ومنظمي الجائزة. تصريحات كريستيانو رونالدو التي شككت في نزاهة الكرة الذهبية تضيف بُعداً رمزياً، كأن صوت أسطورة النادي الملكي يتماشى مع موقف الإدارة، ما يطرح تساؤلات حول استقلالية الجائزة وحيادها.

في محاولة لإعادة التشويق، أعلنت مجلة "فرانس فوتبول" أن هوية الفائز ستبقى سراً حتى لحظة الإعلان الرسمي يوم 22 أيلول/ سبتمبر 2025 على مسرح شاتليه في باريس، في خطوة يمكن اعتبارها محاولة لإنقاذ هيبة الجائزة بعد أن أفسدت التسريبات السابقة الاحتفال.

حفل جائزة "بالون دور 2025" ليست مجرد احتفال بالإنجاز الرياضي، بل ساحة صراع سياسي بين الأندية والمنظمين، واختبار لقدرة الجائزة على الحفاظ على مكانتها وسط توترات كبرى. ديمبيلي يمتلك الإنجازات والألقاب، يامال الطموح والإشعاع الإعلامي، وصلاح الأداء الاستثنائي.

ويكمن الاختبار الحقيقي في قدرة الجائزة المرموقة على الحفاظ على هيبتها في ظل غياب "الكبار" وانقسام الأندية، فهل تتوج الجائزة الأفضل، أم تتحول مجرد لحظة استعراضية بلا وزن حقيقي؟