لم يكن أحد يتوقع أن تكون بداية روبن أموريم في مانشستر يونايتد بهذا القدر من الصرامة، لكن المدرب البرتغالي قرر منذ يومه الأول أن يفرض قواعد جديدة لا تسمح بأي تهاون أو استهتار. ورغم أن الإدارة الرياضية لبّت كل مطالبه في سوق الانتقالات، فإن النتائج حتى الآن لا تُبشّر بالكثير؛ فالفريق اكتفى بفوز وحيد وتعادل وخسارة في أول ثلاث جولات من الدوري الإنكليزي لكرة القدم، فضلاً عن إقصاء مخزٍ من كأس الرابطة أمام غريمسبي من الدرجة الرابعة، هذه البداية المهزوزة لم تدفع أموريم إلى التراجع، بل على العكس، زادته إصراراً على فرض ثورته الداخلية في غرفة الملابس.

المدرب البرتغالي يرى أن مانشستر يونايتد لا يحتاج فقط إلى صفقات جديدة، بل إلى إعادة بناء عقلية الفريق من الداخل، ومن هذا المنطلق، لم يتردد في وضع "قائمة سوداء" ضمت مجموعة من الأسماء الثقيلة التي كانت يوماً ما تُعتبر من ركائز التشكيلة الأساسية، متهماً إياهم بعدم الالتزام وفقدان الحافز، ومع مرور الأسابيع، بدأ هؤلاء يغادرون واحداً تلو الآخر، حتى جاء الدور على أندريه أونانا، الذي أصبح أحدث ضحايا هذه السياسة الحادة.

أندريه أونانا
حارس المرمى الكاميروني كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، البداية جاءت من إصابة تعرض لها في فترة الإعداد، لكن صورته وهو يلعب مباراة ودية في الكاميرون على أرضية موحلة أثارت غضب الطاقم الفني، الخلاف تعمّق بعدما فقد مكانه الأساسي في مواجهة بيرنلي، إذ أظهرت التقارير أنه فقد الرغبة والانضباط في التدريبات، قرار أموريم جاء سريعاً وحاسماً، وهو إعارة أونانا إلى طرابزون سبور التركي حتى نهاية الموسم، ليصبح الحارس ضحية جديدة في مشروع إعادة البناء.

أندريه أونانا. (وكالات)

ماركوس راشفورد
النجم الإنكليزي الذي كان يوماً ما أيقونة أولد ترافورد، لم ينجُ هو الآخر من مقصلة أموريم، بعد فترة إعارة باهتة مع أستون فيلا، وجد راشفورد نفسه خارج حسابات المدرب، قبل أن يرحل نهائياً إلى برشلونة، وفي كامب نو، بدأ هانسي فليك بتوظيفه بحذر، في محاولة لاستعادة مستواه تدريجاً، لكن خروجه من يونايتد شكّل صدمة للجماهير التي اعتبرته أحد أبناء النادي المخلصين.

أنتوني
قصة أنتوني مع مانشستر يونايتد تحولت من صفقة مدوية بلغت قيمتها نحو 100 مليون يورو إلى خسارة اقتصادية وفنية، اللاعب البرازيلي لم يستطع إثبات نفسه في بريميرليغ، ومع تراجع مستواه وتوتر علاقته بالمدرب، أصبح رحيله حتمياً، صفقة انتقاله إلى ريال بيتيس في مقابل 22 مليون يورو فقط، إضافة إلى المتغيرات، عكست حجم الخسارة التي تكبّدها النادي، لكنها جاءت متوافقة مع رغبة أموريم في تنظيف الأجواء.

أليخاندرو غارناتشو
الموهبة الشابة لم تُقنع أموريم بقدرته على الانضباط أو تحمل الضغوط، شرارة الخلاف اندلعت بعد خسارة نهائي الدوري الأوروبي أمام توتنهام، عندما دخل اللاعب في مشادة كلامية مع مدربه، أموريم لم يغفر هذا التصرف، وقال له بشكل مباشر: "ابحث عن نادٍ آخر"، وبالفعل، انتقل غارناتشو إلى تشيلسي في صفقة بلغت 40 مليون يورو، تاركاً خلفه إحباطاً كبيراً لدى جماهير يونايتد التي كانت ترى فيه مشروع نجم للمستقبل.

جادون سانشو
سانشو كان من أبرز الصفقات التي أثارت ضجة عند قدومه من بوروسيا دورتموند في مقابل 85 مليون يورو، لكن مسيرته مع مانشستر يونايتد لم ترقَ إطلاقاً للتوقعات، ومع تولي أموريم، بدا واضحاً أن فرصته انتهت، إذ اعتبره المدرب عنصراً سلبياً داخل غرفة الملابس، رحيله إلى أستون فيلا على سبيل الإعارة كان بمثابة نهاية متوقعة لفصل مليء بالإخفاقات، في انتظار ما إذا كان سيستعيد مستواه بعيداً عن أولد ترافورد.