منتخب "الأرز" يختبر إمكانياته ضدّ "التجربة الإندونيسية"

التأهل الى نهائيات كأس آسيا "السعودية 2027" يعد الطموح الأقصى لمنتخب لبنان الوطني في كرة القدم، وهو أمر بديهي في ظل الواقع الآني للفريق، إزاء كل الأزمات المحيطة به، على كافة المستويات.

بات أمراً عادياً ذكر هذه المشاكل، وفي مقدمها عدم وجود ملعب محلي يستوفي المعايير الدولية، لاستضافة المباريات، وغياب الدعم الرسمي كلياً منذ فترة طويلة، وتالياً يُرمى الثقل على كاهل اتحاد اللعبة وحده، الذي لا يألو جهداً لتوفير الإمكانيات المُتاحة للوصول إلى تثبيت اسم "لبنان" في المحفل القاري.

وبالموازاة مع خوض التصفيات القارية، ثمة عمل لبناء منتخب قوي للمستقبل، وإحلال جيل جديد يحمل الراية، وبالرغم من الإمكانيات الضعيفة يسخّر الاتحاد علاقاته لإقامة معسكرات تدريبية ضرورية.

كان الأول الأسبوع الماضي في قطر حيث تم التغلب على "القطري" ودياً 1-0، والثاني في الأسبوع المنصرم في العاصمة الإندونيسية جاكرتا حيث يلتقي منتخبها اليوم الاثنين (الساعة 16:30 يتوقيت بيروت).

معسكران مهمان بالنسبة إلى المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش قبل مواجهة بوتان ضمن التصفيات في 9 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، ذهاباً في العاصمة القطرية الدوحة المعتمدة أرضاً بيتية لمنتخب "الأرز" ثم في 14 منه إياباً بضيافة بوتان وقد تكون المباراة في الدوحة أيضاً.

يتصدّر منتخب لبنان مجموعته في التصفيات برصيد 4 نقاط بعد فوزٍ كبير على بروناي (5–0) وتعادل مع اليمن (0–0).

استغل رادولوفيتش المعسكرين للوقوف على جاهزية المزيد من عناصره، ولا سيما الجديدة منها على غرار رامي نجارين وخضر قدور اللذين نالا الاستحسان في المباراة السابقة ضد قطر.

ويولي "رادو" أهمية للمباراة ضد إندونيسيا التي نافس منتخبها في الدور النهائي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم، وأحرج منتخبات كبيرة ولا سيما السعودي.

وقد عدّها محطة أساسية في مسار التحضيرات "تنتظرنا مباراتان مهمتان الشهر المقبل ضد بوتان، لذا فإن خوض مباراةٍ دولية أمام منتخب إندونيسيا وجمهوره الكبير فرصة كبيرة لنا لرفع مستوى المنتخب أكثر، ولمنح المزيد من الخبرة للاعبين الشبان، وذلك بعدما أطلقنا مرحلة إعادة بناء فريقنا منذ فترة وعمدنا الى إضافة أسماء شابة تباعاً".

ويعي المدرب المونتينيغري مدى تطوّر الكرة الإندونيسية في السنوات الأخيرة، وأضاف "تابعت هذا التطوّر منذ فترةٍ بعيدة من خلال متابعتي للاعبين درّبتهم في منتخبات مونتينيغرو وينشطون حالياً في الدوري الإندونيسي. كل هذا انعكس ايجاباً على مستوى المنتخب".

من تدريبات منتخب لبنان (وكالات)

ويكمن تطوّر المنتخب الاندونيسي بعوامل مختلفة وباتت قواعد بديهية، هي نتيجة مزيج من الاستراتيجيات المترابطة بداية من الاستثمار في البنى التحتية، تمكين المواهب الشابة، تعزيز الكادر الفني، ودمج تجربة خارجية نوعية عبر لاعبين ذوي جذور إندونيسية وخبرات أوروبية، إلى جانب استقطاب مدربين ومستشارين فنيين دوليين، وكذلك عزّز المدرب الحالي والنجم الهولندي السابق باتريك كلويفرت صفوفه بلاعبين يدافعون عن ألوان اندية معروفة في إنكلترا، إيطاليا، فرنسا، وألمانيا. ويضيف رادولوفيتش "أعلم جيّداً مستوى هؤلاء القادمين من بطولات كبرى، لكن أيضاً يتمتع اللاعبون المحليون هنا في إندونيسيا بمستوى طيّب بسبب تحسّن مستوى الدوري عامةً سنةً بعد أخرى".

ومن المتوقع أن يمنح رادولوفيتش الفرصة لأسماء معينة قد تؤدّي أدواراً متقدمة مستقبلاً، على غرار الحارس أنطوان الدويهي إلى جانب مصطفى مطر، والمدافعين محمد صفوان ومحمد الحايك والظهير خضر قدّور والمحترف في إندونيسيا محمد باقر الحسيني، وفي الوسط وليد شور وحسن سرور وفي الهجوم رامي نجارين ودانيال لحود وكريم درويش وكريم مكاوي.

ويفتقد المنتخب ثلة من اللاعبين في مقدمهم القائد قاسم الزين لخضوعه لعمليةٍ جراحية في الوجه، إضافة الى مدافع باتشوكا المكسيكي بيدرو بوديب والمهاجم مالك فخرو (هاليشير الألماني) وسامي مرهج (ديبورتيفو بيريرا الكولومبي) وحسين شكرون (هانوفر الألماني) وعمر شعبان بوغيل (ويمبلدون الانكليزي).