هينكابي "القطعة" التي أكملت لوحة أرتيتا المثالية

في الوقت الذي فيه أغلقت أندية أوروبا الكبرى ملفاتها في سوق الانتقالات الصيفية، واصلت إدارة أرسنال العمل بهدوء وثبات لإضافة اللمسات الأخيرة على مشروع ميكيل أرتيتا، واضعة نصب عينيها الهدف الأسمى، وهو التتويج بلقب الدوري الإنكليزي، الحلم المستعصي على النادي منذ عقدين.
وبينما راهن البعض على أنّ "الغانرز" اكتفوا بما أنجزوه في الميركاتو، نجحت الإدارة في حسم واحدة من أهم الصفقات، بضم المدافع الإكوادوري بييرو هينكابي قادماً من باير ليفركوزن على سبيل الإعارة مع خيار الشراء، في خطوة وُصفت بـ"القطعة الناقصة" التي تكمل لوحة أرتيتا الفنية.
منذ انطلاق الميركاتو، وضع أرتيتا وإدارة أرسنال خطة استراتيجية واضحة من تدعيم كل المراكز بلاعب أو اثنين لضمان عمق كافٍ في التشكيلة الأساسية ودكة البدلاء، مع التركيز على لاعبين يتمتعون بالمرونة التكتيكية للقيام بأكثر من دور داخل الملعب، لبناء فريق مكتمل لا يتأثر بغياب أي عنصر، وقادر على التنويع والتكيف أمام مختلف المنافسين.
لذلك تمتاز معظم الصفقات التي جرى التعاقد معها بالمرونة الفنية اللازمة، مثل الإسباني كريستيان موسكيرا الذي تم التعاقد معه من فالنسيا، والذي يتميز بقدرته على شغل أكثر من مركز: قلب الدفاع، الظهير، بل وحتى الارتكاز الدفاعي. صفقة مثّلت بديلاً متعدد الأدوار لنجوم مثل تيمبر، بين وايت، وحتى صليبا.
لكن الصفقة الأبرز جاءت مع هينكابي، الذي لا يمنح أرتيتا مدافعاً إضافياً فحسب، بل يوفّر له ما يشبه التعاقد مع لاعبين في آن واحد؛ إذ يمكنه اللعب كقلب دفاع أو ظهير أيسر، وهو تحديداً ما كان يفتقده أرسنال الموسم الماضي، المتمثل في المدافع الأعسر.
وجود هينكابي بجوار غابريال وصليبا يمنح أرسنال خط دفاع أكثر توازناً وصلابة، خصوصاً في لحظات تقدم زينتشينكو أو تومياسو إلى وسط الملعب. كما أنّ قدرته على بناء اللعب والخروج بالكرة بسلاسة تُضيف بعداً تكتيكياً مهماً، وتُسهل عملية التحوّل من الدفاع إلى الهجوم.
أرتيتا يدرك أنّ اللاعب الشاب (23 عاماً) ليس مجرّد حل موقت، بل خيار طويل الأمد يمكن الاعتماد عليه لمواسم مقبلة. ومع تنوّع أدواره، سيكون قادراً على التأقلم مع أكثر من خطة سواء كقلب دفاع أيسر في رباعي تقليدي، أو كظهير ثالث في نظام البناء من الخلف، ما يمنح المدرب الإسباني أريحية في تبديل الرسم التكتيكي خلال المباريات.
التحرّكات الذكية التي قام بها أرسنال هذا الصيف دفعت البعض لوصف النادي بأنه "ملك الميركاتو"، بعد أن دعم صفوفه بصفقات نوعية متوازنة غطت مختلف المراكز، وأضفت عمقاً غير مسبوق على التشكيلة.
اليوم، باتت الكرة في ملعب المدرب الإسباني، الذي أصبح يملك كل الأدوات اللازمة. يبقى التحدي في استغلال هذه الترسانة بأفضل طريقة، وتحويل هذا العمل الإداري الناجح إلى ثبات في الأداء ونتائج على أرض الواقع، تقود الفريق في نهاية المطاف نحو تحقيق الحلم المؤجل، بالتتويج بلقب الدوري الإنكليزي والتنافس بشراسة على بقية البطولات المحلية والقارية.