ما الخطأ الأكبر الذي ارتكبه غوارديولا؟

بدأ مانشستر سيتي الموسم الجديد بشكل كارثي بعد تلقّيه خسارتين من توتنهام وبرايتون، فمسح كل الآمال الإيجابية التي تركها الفريق بعد فوزه الكبير على ولفرهامبتون في الجولة الأولى، وأعاد الإحباط الذي عاشه الجمهور خلال الموسم الماضي من جديد.
مستوى مانشستر سيتي في آخر مباراتين جعل الجميع يتساءل عمّا فعله غوارديولا بعد الموسم الماضي، إذ بالرغم من صفقات الصيف المتميزة، واستقدام مساعد كلوب السابق، بيب لايندرز، فإن المشكلات حلّت سريعاً، وعيوب الفريق كانت واضحة جداً في الجولتين الماضيتين.
فأمام برايتون كان الفريق يؤدي بشكل مميز في الشوط الأول ويتحكّم باللعب، لكن المردود انخفض فجأة في الشوط الثاني، وتعرّض الفريق لعدد كبير من الفرص؛ وحين حاول بيب التدخّل وإجراء تغييرات لم يتحسّن الحال أبداً.
اختار بيب قائمة هذا الفريق بنفسه، وعلينا أن نتذكّر كيف خرج في نهاية الموسم الماضي وقال إنه سيستقيل إن بقيت قائمة الفريق كبيرة بهذا الشكل، وإنه يريد تقليصها؛ وفعلاً تمّ الاستغناء عن اللاعبين الذين لا يريدهم، فكان صاحب القرار في رحيل دي بروين وغريليتش.
بالمقابل استقدمت الإدارة الأسماء التي كان أي مدرب يتمناها في الصيف، مثل رايندرز وشرقي وآية نوري، وسرعان ما أثبت رايندرز أن قدومه هو لقيادة وسط سيتي وليس لتأدية دور مساعد. لكن في مجمل عمق التشكيلة ظهرت العديد من المشكلات.
يصرّ غوارديولا على استخدام أوسكار بوب كجناح، واللاعب واعد للمستقبل، لكنه ليس جاهزاً حالياً للعب دور في هذا الحجم.
على الطرف الآخر، يستخدم بيب جناحه دوكو بديلاً في كلّ مباراة، ويمكننا توقّع أن جميع الأندية في الدوري الإنكليزي، وربما حول أوروبا أيضاً، باتت تعرف ماذا سيفعل دوكو في كلّ هجمة، فهو يعيد نفس الأسلوب في محاولة الانسحاب نحو الطرف، ثم لعب العرضيّة قبل الوصول إلى الخطّ النهائي. وفي مرات عديدة ضد توتنهام، لم يسعفه الوقت للعب العرضية فخرج برفقة الكرة خارج إلى الملعب.
إضافة إلى هذا، يبدو غريباً أن يقوم بيب بكل هذا التجديد ويحتفظ ببرناردو سيلفا، الذي قالت الإحصائيات إنه كان اللاعب الأبطأ في الدوري الإنكليزي، في الموسم الماضي. وبعد أن فقد الكثير من حيوية وتألّق الماضي، ما زال المدرّب يرى أنه ركيزة في فريقه واختاره للموسم الجديد.
وسط كلّ هذا نجد أن غوارديولا هو المُلام الأساسيّ في كلّ ما يحدث مع مانشستر سيتي؛ فالإدارة لبّت ما يتمناه أيّ مدرب، فيما يبدو أن اختياره لهذه المجموعة من الأسماء لم يكُن صائباً، إضافة إلى خسارة الفريق لأسلوبه المفضّل في اللعب وحدّة الضغط التي كان يُظهرها.
من تصريحات بيب والأخبار المستمرّة عن حياته الشخصيّة، نجد أن المدرب لا يعيش ظروفاً مستقرة، وسهل جداً ملاحظة التخبّط في مؤتمراته الصحافية. وهنا نجد أن بيب مرهق ذهنياً فعلاً، وربما الخطأ الأكبر الذي ارتكبه هو تجديد عقده مع مانشستر سيتي، لأن حديثه عن حاجته إلى الراحة بعد نهاية عقده يبدو واقعياً، لكن يبدو أن ما يحتاجه أكثر كان التوقّف عن التدريب والحصول على الراحة منذ الآن.