نجوم سقطوا تحت الأضواء

تُعدّ كرة القدم حافلة بالقصص الملهمة، التي تبدأ بتألق اللاعبين في دوريات صغيرة، ثم كثيراً ما تنتهي بخيبات أمل عند الانتقال إلى الأضواء الأوروبية.
الانضمام إلى نادٍ كبير لا يمثل فقط فرصة جذابة، بل هو امتحان حقيقي أيضاً لقدرات اللاعب بمواجهة الضغط الجماهيري، وعلى التأقلم مع إيقاع اللعب السريع وتلبية المتطلبات العالية للمنافسة الشديدة. ومع كل هذه العوامل، يبقى السؤال الأساسي: ما الذي يدفع بعض اللاعبين إلى الفشل في اجتياز هذا التحدي؟
أحد الأسباب الأساسية لتراجع مستوى اللاعبين عند الانتقال إلى الفرق الكبرى هو عدم القدرة على مواجهة الضغط المحيط بهم، سواء من الفريق نفسه أو من الجماهير.
أبرز مثال على ذلك هو إيدين هازارد، الذي انتقل إلى ريال مدريد عام 2019 بعد تقديم أداء رائع مع تشيلسي في الدوري الإنكليزي الممتاز. لكنّ الإصابات المتكرّرة والفشل في التكيف مع البيئة الجديدة حوّلته من نجم في الـ"بريميرليغ" إلى لاعب بديل يخرج من ريال مدريد من دون إحداث أي أثر.
سبب آخر لفشل اللاعبين تحت الأضواء الأوروبية يتمثل بالفارق الكبير بين طبيعة الدوريات المختلفة؛ فالنجاح في دوري مثل الفرنسي أو الألماني لا يعني القدرة على التألق في الدوريات الأكثر شعبية وصعوبة مثل الإنكليزي أو الإسباني.
لوكا يوفيتش مثلاً برز كمهاجم استثنائي مع آينتراخت فرانكفورت خلال موسم 2018-2019 حين سجّل 27 هدفاً، ولكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح ذاته عند انتقاله إلى ريال مدريد بسبب الضغوط الكبيرة التي واجهها في خط الهجوم.
كذلك، تلعب الإصابات دوراً حاسماً في انهيار مسيرة البعض، مثل فيليبي كوتينيو، الذي غادر ليفربول متوجهاً إلى برشلونة في صفقة ضخمة، لكنّ كثرة الإصابات وسوء توظيفه تكتيكياً حالا دون استعادته لتألقه السابق.
الأندية الكبرى لا تضمن للنجوم المشاركة بشكل منتظم وقد ينتهي بهم الأمر على دكة الاحتياط بسبب المنافسة الشرسة، وجواو فيليكس مثال بارز. فبعد انضمامه إلى أتلتيكو مدريد كموهبة واعدة، وجد نفسه مقيداً بخطط دييغو سيميوني الدفاعية التي حدّت من قدراته الهجومية، مما دفعه إلى البحث عن فرص أخرى مع برشلونة وتشيلسي.
من جانب آخر، تُعد العقلية عاملاً حاسماً في النجاح أو الفشل لدى الأندية الكبرى؛ فبعض اللاعبين العرب واجهوا تحديات ذهنية وصعوبات في التأقلم مع المنافسات الأوروبية، مثل حكيم زياش، الذي تألق مع أياكس لكنه لم يحقق النجاح ذاته مع تشيلسي، تماماً كما اختفى إسلام سليماني الذي لمع مع سبورتينغ لشبونة لكنّ تجربته في الـ"بريميرليغ" مع ليستر سيتي كانت مخيبة.