انطلاق رحلة ألمانيا إلى المونديال الأميركي: ناغلسمان تحت المجهر!

لا تزال صدمة دوري الأمم الأوروبية، والإقصاء المبكر لمنتخب ألمانيا على أرضه وبين جماهيره أمام البرتغال، حاضرة في أذهان عشاق "دي مانشافت".

خيبة أمل كبيرة يحتاج الفريق بقيادة المدرّب يوليان ناغلسمان إلى نسيانها سريعاً، مع انطلاق رحلة "دي مانشافت" نحو نهائيات كأس العالم 2026 في أميركا الشمالية.

المباراة المقبلة أمام سلوفاكيا، المقرّرة في 5 أيلول/ سبتمبر، ليست مجرّد لقاء تصفيات عادي، بل تشكل اختباراً حقيقياً لاستقرار الفريق، ودمج اللاعبين الشباب، وفهم مدى قدرة المنتخب على التعامل مع غياب بعض نجومه الأساسيين.

يقف ناغلسمان أمام تحد مزدوج: من جهة، عليه تعويض غياب جمال موسيالا، قلب الإبداع في خط الوسط الذي اعتاد تحريك هجمات الفريق بأسلوب سلس وسريع. ومن جهة أخرى، هناك الوافدون الجدد من صفوف منتخب تحت الـ 21 عاماً مثل أنجيلو ستيلر، نيكولاس فولتماده، والجدد نامدي كولينس، والحارس فين داهمن ولاعب وسط ماينتس بول نيبيل، الذين ينتظرهم اختبار حقيقي لإثبات حضورهم في المنتخب الأول.

وفي هذا الإطار، يقول القائد التاريخي لوثار ماتيوس: "الاستقرار في التشكيلة الأساسية أمر حاسم. التغييرات المستمرّة قد تهزّ الانسجام بين اللاعبين".

على صعيد الدفاع، تمثل عودة أنطونيو روديغر بعض التماسك للخط الخلفي، لكن مركز الظهير الأيمن لا يزال نقطة حساسة. أي خطأ أو تبديل مفاجئ قد يفتح المجال لهجمات مضادة، خصوصاً أمام سلوفاكيا التي تعتمد على تنظيم دفاعي محكم وسرعات على الأطراف.

غياب موسيالا يعني أنّ العبء الإبداعي سيقع على يوزوا كيميش وفلوريان فيرتز، مع فرصة استثمار سرعة اللاعبين الشباب لتعويض أي بطء في التحوّلات الهجومية. وحذر القائد السابق مايكل بالاك "لم نُقنع في المباريات الأخيرة. يجب أن نُظهر قوة وثقة أمام سلوفاكيا".

ناغلسمان وكيميش. (وكالات)

اللاعبون الذين انتقلوا حديثاً من الـ"بوندسليغا" إلى الدوري الإنكليزي خصوصاً، يواجهون بدورهم تحديات جديدة. أسلوب اللعب الأسرع، كثافة المباريات، وضغوط إثبات الذات مع الأندية الجديدة قد تؤثر على جاهزيتهم البدنية والذهنية. هنا يظهر دور ناغلسمان في إدارة التوازن بين البدلاء الشباب والنجوم المخضرمين، لضمان أن يكون الفريق نشيطاً وقادراً على التعامل مع أي مفاجآت في المباراة.

وسيحتاج ناغلسمان لأن يعتمد على خطة هجومية، فمن ناحية يريد انطلاقة قوية وواعدة في التصفيات، واختبار عناصره، مع التركيز على التحوّلات السريعة والهجمات على الأجنحة، من دون التفريط بالتماسك الدفاعي. هذه الموازنة بين الهجوم والدفاع ستكون مفتاح النجاح، مع منح اللاعبين الشباب الفرصة لتقديم أنفسهم وإظهار إمكاناتهم تحت الضغط الدولي.

ويؤكد الخبراء أنّ المباراة ليست مجرّد اختبار تكتيكي، بل فرصة لمعرفة جاهزية الجيل القادم، إذ يقول ماتياس زامر: "نحن بحاجة لاستعادة هويتنا كفريق منظّم وصلب". فيما يضيف ماتيوس: "الفريق الشاب يحتاج لمثل هذه المباريات لاكتساب الثقة وإظهار إمكاناته"، بينما يؤكد بالاك: "هذه المواجهة اختبار مهم قبل المباريات الأصعب في التصفيات، ويجب أن يظهر اللاعبون شخصيتهم القوية".

في نهاية المطاف، مواجهة سلوفاكيا تمثل محطة أساسية في رحلة ألمانيا نحو كأس العالم 2026. هي فرصة لتقييم اللاعبين الشباب، استقرار الدفاع، وفاعلية الخطط الهجومية في ظلّ غياب بعض النجوم. دمج الخبرة بالشباب، التخطيط الذكي، والاستفادة من التحليلات الدقيقة تجعل من المباراة تجربة متكاملة لناغلسمان، مع بقاء الأمل كبيراً في عودة المانشافت إلى المنافسة على أعلى المستويات العالمية.

ويلعب المنتخب الألماني في المجموعة الأولى في التصفيات الأوروبية، والتي تضم أيضاً إيرلندا الشمالية حيث سيتواجهان الثلاثاء المقبل ولوكسمبورغ.