هل ظُلم إريك تن هاغ مع ليفركوزن؟

"الإقالة الأسرع في تاريخ البوندسليغا"، هذا ما أصبح عليه الهولندي إريك تن هاغ بعد أن أنهى باير ليفركوزن علاقته به عقب مرور مرحلتين فقط من الدوري الألماني، ليُسجل اسمه كأسرع مدرب تتم إقالته في تاريخ البطولة.
إدارة ليفركوزن كانت تطمح إلى استكمال إرث الإسباني تشابي ألونسو الذي قاد الفريق إلى إنجازات تاريخية، فاختارت مدرباً كبيراً بحجم تن هاغ. لكن الظروف التي جاء فيها المدرب الهولندي لم تكن مشابهة إطلاقاً لتلك التي عاشها ألونسو.
الفريق خسر خلال ميركاتو صيف 2025 معظم أعمدته الأساسية إما من أجل عروض قوية من أندية كبرى وإما رغبة البعض منهم في خوض رحلة جديدة، وجاء أبرزهم: فلوريان فيرتز، جيريمي فريمبونغ، جوناثان تاه، غرانيت تشاكا، لوكاس هراديكي، أمين عدلي وغيرهم، بينما لم تكن التعاقدات الجديدة على المستوى نفسه، ولم تعوّض الإدارة معظم المغادرين. وهكذا وجد تن هاغ نفسه مطالباً بمواصلة النجاحات من دون كلل، في وقت كان فيه الفريق بحاجة لإعادة بناء شاملة. لذلك كان مظلوماً من إدارة لم تمنحه الأدوات ولا الوقت الكافي لتحقيق هذا الهدف.
في المقابل، لم يخلُ تن هاغ من المسؤولية. فالمشكلات التي لاحقته في مانشستر يونايتد رافقته إلى ألمانيا؛ شخصية عنيدة، صعبة في التعامل مع اللاعبين، حتى أنّ بعض التقارير ربطت مغادرة تشاكا إلى فريق ضعيف مثل سندرلاند، نتيجة رغبته في الابتعاد عن المدرب الهولندي، وتجنّب العمل تحت قيادته. كما أنّ تن هاغ دخل في صدام مبكر مع إدارة النادي بسبب رحيل بعض الأسماء عكس رغبته، وهو ما زاد من التوتر الداخلي.
وفي الملعب، ظهرت السلبيات نفسها التي عانى منها كل فريق تولى الهولندي تدريبه، آخرها مانشستر يونايتد، وأبرزها تمسكه بخطط تكتيكية محددة من دون مرونة حتى وإن لم تكن تناسب لاعبيه أو طبيعة المنافسة في الـ"بوندسليغا"، مع غياب الحلول البديلة، وضعف التكيف مع ظروف المباريات، وهزيمتين متتاليتين أكدتا عجزه عن فرض بصمته.