عقدة المدرسة الإسبانية تلازم الأهلي المصري

أعلن النادي الأهلي المصري إقالة مدرّبه الإسباني خوسيه ريفيرو، بعد ثلاثة أشهر فقط من تولّيه القيادة الفنية للفريق، عقب المستوى السيّئ والنتائج المخيّبة التي حقّقها.
قاد ريفيرو الأهلي في 7 مباريات رسمية، فاز في مباراة واحدة فقط، مقابل 4 تعادلات وهزيمتين، في حصيلة وُصفت بـ"الكارثية" بالنسبة إلى نادٍ بحجم "المارد الأحمر". ورغم أنّ القرار كان متوقّعاً ومطالباً من الجماهير، فإنّ هذه الإقالة أعادت إلى الواجهة النقاش القديم؛ هل تناسب المدرسة الإسبانية شخصيّة "الأهلي"؟
لقد ردّد البعض طويلاً أنّ "أيّ مدرب قادر على تحقيق النجاح مع الأهلي"، مستندين إلى إمكانيات النادي وقيمته التاريخية وتوفّر أفضل اللاعبين في صفوفه. لكنّ التجارب الإسبانية نسفت هذه المقولة؛ فالأهلي بحاجة إلى مدرّب يملك شخصيّة قوية ومعايير خاصة، ليحافظ على شخصيّة البطل التي اعتاد عليها عبر تاريخه؛ والمدربون الإسبان لم يتمكنوا من إثبات أنفسهم مع الفريق.
رغم أنّ المدرسة الإسبانية أثبتت كفاءتها مع كبار أندية العالم وحققت إنجازات تاريخية، فإنّ التجارب داخل الأهلي لم تنجح. فحتى الآن، لم يتمكن أيّ مدرب إسبانيّ من ترك بصمة قوية أو بناء مشروع ناجح مع "القلعة الحمراء".
خوان كارلوس جاريدو (2014 – 2015): تمكّن من تحقيق لقب الكونفدرالية الأفريقية للمرّة الأولى في تاريخ الأهلي، إضافة إلى كأس السوبر المصرية. ومع ذلك، لم تشفع له ألقابه بسبب الأداء المتذبذب والنتائج السلبية محلياً وأفريقياً، لينتهي مشواره بعد موسم واحد فقط وسط مطالبة جماهيرية برحيله من البداية.
خوسيه ريفيرو (2024 – 2025): جاء ليؤكّد الشكوك حول عدم ملاءمة المدرسة الإسبانية للأهلي. فخلال فترة قصيرة، صُنّف كأسوأ مدرب في تاريخ النادي، بعدما فشل في تقديم أيّ هوية واضحة للفريق، لتصبح إقالته أمراً حتمياً.
سبب فشل المدرسة الإسبانية مع النادي الأهلي يعود إلى أكثر من سبب، أبرزها النهج التكتيكي، إذ يعتمد الفكر الإسباني بشكل كبير على الاستحواذ والصبر، والدفاع المتأخّر، وهو ما لا يناسب طبيعة المنافسات في مصر وأفريقيا التي تحتاج إلى السرعة والفاعلية المباشرة.
إلى ذلك، يلعب عامل الوقت دوراً حاسماً في فشل هذه المدرسة مع الأهلي، إذ يحتاج الإسبان إلى فترة للتأقلم ودراسة البيئة واللاعبين، بينما الأهلي لا يملك رفاهية التجارب.