يستعد ريال مدريد لمغامرة أوروبية مختلفة هذه المرة، مغامرة لا تشبه أي رحلة أخرى خاضها الفريق في تاريخ مشاركاته بدوري أبطال أوروبا، فبعدما أسفرت القرعة عن مواجهة كايرات ألماتي بطل كازاخستان في مرحلة الدوري من نسخة موسم 2025/26، وجد النادي الملكي نفسه أمام اختبار جديد لا يتعلق فقط بكرة القدم، بل بقدرة لاعبيه على تحمّل مشقة السفر الطويل والتهيؤ البدني والذهني لمباراة خارج الأرض.

أطول رحلة في تاريخ دوري الأبطال

المسافة بين العاصمة الإسبانية مدريد ومدينة ألماتي الكازاخية تُقدّر بحوالي 3,984 ميلاً (أكثر من 6,400 كيلومتر)، وهي مسافة تجعل هذه المواجهة تسجل رقماً تاريخياً باعتبارها الأطول التي يقطعها فريق للمشاركة في مباراة بدوري أبطال أوروبا.

ولكي يصل ريال مدريد إلى ملعب كايرات، سيضطر الفريق إلى قضاء ما يقارب 12 ساعة على متن الطائرة، في رحلة تستنزف الكثير من طاقة اللاعبين، وللمقارنة، فإن الطيران من مدريد إلى نيويورك لا يتجاوز سبع ساعات فقط، ما يوضح حجم المشقة التي تنتظر الفريق.

تحديات بدنية وذهنية

ريال مدريد (أ ف ب)

رحلة كهذه لا تقتصر تداعياتها على التعب الجسدي فحسب، بل قد تترك آثاراً على الاستعداد الذهني والتركيز داخل الملعب، فالطيران الطويل مع فروق التوقيت، وتغيير الظروف المناخية، جميعها عوامل قد تؤثر على الأداء، خصوصاً إذا لم يُحسن الطاقم الفني بقيادة تشابي ألونسو إدارة فترة التحضير.

كما أن الإرهاق الناتج من السفر قد يفرض على المدرب اعتماد سياسة المداورة بين اللاعبين للحفاظ على التوازن، خاصة أن الفريق سيكون أمام التزامات محلية قوية في الدوري الإسباني خلال الفترة نفسها.

أجواء جماهيرية نارية في ألماتي

إلى جانب مشقة السفر، تنتظر ريال مدريد أجواء جماهيرية حماسية في مدينة ألماتي، حيث يُتوقع أن يحتشد الآلاف من مشجعي كايرات في مدرجات الملعب لدعم فريقهم التاريخي في أول مواجهة من نوعها أمام بطل أوروبا المتوج باللقب 15 مرة.

الجماهير الكازاخستانية ترى في هذه المباراة فرصة تاريخية لصناعة المفاجأة، وهو ما سيجعل أجواء اللقاء مليئة بالحماسة وربما الضغط الكبير على لاعبي الميرنغي.

اختبار جديد في رحلة اللقب

هذه المواجهة لا تُمثل مجرد مباراة في مرحلة المجموعات، بل هي تذكير لريال مدريد بأن دوري أبطال أوروبا ليس فقط بطولة مهارات ومواجهات كروية، بل هو أيضاً تحديات لوجستية وبدنية وظروف استثنائية.

رحلة ألماتي ستكون بلا شك واحداً من أبرز مشاهد موسم 2025/26، وقد تسجل في ذاكرة مشجعي كرة القدم باعتبارها الفصل الأكثر غرابة في مسيرة الريال الأوروبية.