ازدواج الجنسية... أزمة مستمرّة لنجوم كرة القدم

ازدواج الجنسية أصبح قضيّة حسّاسة تشغل الوسط الرياضي حول العالم، خصوصاً بين لاعبي كرة القدم الشباب الذين يملكون أكثر من جنسية، ويضطرون إلى الاختيار بين منتخبات مختلفة قد تمثّل لهم وللوطنين تحدّياً على الصعيد الشخصي والمهني.

آخر من أعاد إثارة هذه الأزمة هو اللاعب الفرنسي ذو الأصول المصرية والتونسية، هيثم حسن، لاعب ريال أوفييدو الإسباني، الذي ظهر أخيراً أمام ريال مدريد في المرحلة الثانية من الدوري الإسباني، مما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتساءلون حول ميوله للمنتخب الذي سيمثله، والذي لم يحدّده حتى الآن.

هيثم، البالغ من العمر 23 عاماً، وُلد في فرنسا لأب مصري وأم تونسية، ويمتلك سجلاً مميزاً مع منتخبات الشباب الفرنسية، حيث سبق له اللعب لمنتخبين تحت الـ 17 والـ 18 عاماً. وقد بدأ في نادي شاتورو الفرنسي، قبل الانتقال إلى رديف نادي فياريال الإسباني في موسم 2020-2021؛ وانتقل بعد ذلك إلى أندية مثل ديبورتيفو ميرانديس وسبورتينغ خيخون، قبل أن ينضم إلى ريال أوفييدو خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

بعد حالة هيثم، يترقب عشاق كرة القدم الأوروبية أيضاً مستقبل لاعبين شباب آخرين لم يحسموا بعد انتماءهم الدولي، أبرزهم الثنائي رشاد فتال وتياغو بيتارش، لاعبا فريق ريال مدريد كاستيا.

رشاد فتال. (إكس)

فتال يمتلك خبرة دولية أكبر بعد تمثيله كلاً من إسبانيا والمغرب في الفئات العمرية، بينما اكتفى بيتارش بالمشاركة مع منتخب إسبانيا تحت الـ 18 عاماً. ويواجه اللاعبان الآن قراراً حاسماً قبل بطولة كأس العالم تحت الـ 20 عاماً في تشيلي، حيث يسعى الاتحاد الإسباني لإقناعهما باتباع خطى لامين يامال، بينما يضغط الاتحاد المغربي لإقناع رشاد بالاستمرار مع منتخب "أسود الأطلس".

وإليكم بعض النماذج الشهيرة التي صارت حديث وسائل الإعلام:

إيمريك لابورت
إيمريك لابورت أحد أبرز اللاعبين الأوروبيين مزدوجي الجنسية، وقد مثّل فرنسا في الفئات الشبابية قبل أن يختار اللعب مع منتخب إسبانيا على مستوى الفريق الأول عام 2021.

أكد لابورت أنّ اختياره كان حسّاساً جداً، لكنه قام بما يراه صائباً، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الاحترام للجميع أثناء اتخاذ مثل هذه القرارات.

ستيفان الشعراوي
ستيفان الشعراوي، صاحب الأصول المصرية والإيطالية، اختار تمثيل المنتخب الإيطالي رغم إمكانية اللعب لـ"الفراعنة". شملت مسيرته الاحترافية أندية كبيرة مثل روما وإي سي ميلان، ويُعدّ مثالاً لللاعبين الذين يختارون بناء مسيرة احترافية في أوروبا على حساب تمثيل الأصل الوطني.

زين الدين زيدان وكريم بنزيما
الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان وكريم بنزيما كلاهما من أصحاب الأصول الجزائرية، وقد اختارا اللعب لفرنسا، وحققا نجاحات كبيرة على المستوى الدولي والأوروبي.

قاد زيدان فرنسا للتتويج بكأس العالم 1998، بينما سجل بنزيما تاريخاً مميزاً مع ريال مدريد والمنتخب الفرنسي قبل انتقاله إلى نادي الاتحاد السعودي.

منير الحدادي
منير الحدادي، صاحب الجنسية الإسبانية والمغربية، بدأ مسيرته الدولية مع منتخب إسبانيا قبل أن يتحوّل لتمثيل منتخب المغرب، مسجلاً 11 مباراة دولية.

ولد الحدادي في إسبانيا من أب مغربي، وبدأ مشواره الرياضي وتمثيل منتخب إسبانيا في الفئات العمرية المختلفة، ثم المنتخب الأول في عام 2014. ومع مرور الوقت، وتعديل قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، تمكن الحدادي من تغيير جنسيته الرياضية ليصبح مؤهلاً لتمثيل المنتخب المغربي، وظهر للمرّة الأولى مع أسود الأطلس في عام 2021.

لامين يامال
لامين يامال، لاعب برشلونة الإسباني، اختار اللعب مع منتخب إسبانيا رغم أصوله المغربية، ليصبح أصغر لاعب يمثل "لا روخا" ويكسر أرقاماً قياسية في الليغا، مما يعكس الضغوط والتحديات التي تواجه اللاعبين الشباب عند اختيار الانتماء الدولي.