مانشستر يونايتد بين الوعود والخيبات مع أموريم
منذ وصول المدرب البرتغالي روبن أموريم إلى قلعة "أولد ترافورد"، عُلّق عليه الكثير من الآمال لإعادة مانشستر يونايتد إلى المسار الصحيح بعد سنوات من التخبّط.
نجاحاته السابقة مع سبورتينغ لشبونة منحت الجماهير والإدارة دافعاً للاعتقاد أنّ "الشياطين الحمر" وجدوا الرجل المناسب. لكنّ الموسم الأول كان كارثياً، وبداية جديدة مترنحة، أعادا الشكوك إلى الواجهة، وعلّل المدرب إخفاقاته بغياب العناصر المناسبة لفلسفته التكتيكية.
ومع تحرّكات صيفية واضحة من إدارة النادي في الميركاتو وتدعيم صفوف الفريق بعدد من الأسماء المميزة، بدا أنّ صفحة جديدة على وشك أن تُفتح، خصوصاً أنّ فترة الإعداد منحت البعض التفاؤل، بحيث ظهر الفريق خلالها بشكل مغاير، لكن البداية في الدوري جاءت مخيبة مع الخسارة أمام أرسنال والتعادل مع فولهام، ليكتفي الفريق بنقطة وحيدة من أول مرحلتين.

خلال المباراتين ظهر يونايتد عاجزاً عن إيجاد الحلول، وأموريم يصر على اللعب بخطة 3-4-3، وهي فلسفة تحتاج أدوات خاصة، ربما لا تتوافر بالكامل في تشكيلة الفريق الحالية. غياب المرونة في تعديل الخطة التكتيكية أو تقديم حلول بديلة أثناء المباريات، جعل الفريق يبدو محدود الخيارات أمام خصوم يعرفون كيف يستغلون نقاط ضعفه. أمام فريق مثل فولهام، بدا مانشستر يونايتد متحفظاً دفاعياً على نحو مبالغ فيه، يفتقد الجرأة الهجومية، ويعاني من غياب خطة بديلة عند الحاجة.
الوضع الراهن هو استمرارية لما يقدمه أموريم من البداية؛ فمنذ توليه المهمة، خاض 29 مباراة في الـ"بريميرليغ"، فاز في 7 فقط، وتعادل في 7، وخسر 15. هذه الأرقام تطرح علامات استفهام حيال مدى قدرته على التعامل مع إيقاع المنافسة في الدوري الأقوى عالمياً.
هناك من يبرّر إخفاقات أموريم بأنه يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعرّف على لاعبيه، والاستقرار على خطة تكتيكية واضحة داخل الملعب. لكن عند المقارنة مع تجارب أخرى مثل توماس فرانك مع توتنهام، تُكشف هشاشة هذا الطرح. المدرب الدانماركي ترك بصمة واضحة على الـ"سبيرز" منذ أسابيعه الأول، كذلك إنزو ماريسكا مع تشيلسي، بينما لم يظهر أي تحوّل جوهري في أداء يونايتد مع أموريم من البداية حتى الآن.
ما بين إخفاقات الماضي وضغوط الحاضر، يقف روبن أموريم عند مفترق طرق حاسم. فإما أن يتمكن من تعديل مسار مانشستر يونايتد وإقناع جماهيره بقدرته على بناء مشروع طويل الأمد، خصوصاً أنّ الموسم لا يزال في بدايته، وإما أن تتأكد المخاوف من أنه ليس الرجل المناسب لقيادة الفريق في هذه المرحلة الحرجة.
نبض