أصدر مركز الأبحاث "PitchBook" دراسة موسعة حول حجم الاستثمارات الخاصة في أندية كرة القدم الأوروبية، كاشفاً عن استمرار النشاط الكبير في سوق صفقات الاستحواذ رغم الظروف الاقتصادية المتقلبة، وبحسب التقرير، فقد شهد العام والنصف الماضيين تغيّر ملكية 19 نادياً بشكل كامل أو جزئي، وهو ما يعكس الإقبال المستمر من المستثمرين على قطاع كرة القدم كواحد من أبرز القطاعات الرياضية والاقتصادية الجاذبة.

صفقات ضخمة ونشاط متواصل

تشيلسي (أ ف ب)

على الرغم من أن عام 2022 لا يزال يحمل الرقم القياسي من حيث حجم الصفقات المالية، مثل استحواذ تشيلسي مقابل 3 مليارات يورو وصفقة شراء إيه سي ميلان بـ 1.2 مليار يورو، فإن وتيرة النشاط لم تتراجع، فقد أُنجزت خلال موسمي 2024-2025 وحدهما 19 صفقة استحواذ في الدوريات الكبرى، إلى جانب صفقات أخرى لم يشملها التقرير، مثل قضايا ملكية نادي كريستال بالاس وبعض الأندية المرتبطة بشركة 777 Partners..

هيمنة صناديق الأسهم الخاصة والمستثمرين الأميركيين

وأوضحت الدراسة أن 13 من أصل 23 صفقة في الفترة ما بين 2023 و2025 جاءت بتمويل من صناديق الأسهم الخاصة، فيما شارك مستثمرون أميركيون في 18 صفقة على الأقل، وهو ما يعكس بوضوح الهيمنة الأميركية على سوق كرة القدم الأوروبية.

كما ارتبطت 13 صفقة بنموذج الملكية المتعددة، حيث يمتلك مستثمرون أكثر من نادٍ في الوقت ذاته، في ظاهرة أصبحت بارزة بشكل متزايد داخل كبرى الدوريات.

اتجاهات جديدة في الاستثمار

ومن أبرز الاتجاهات الحديثة في السوق، وفقاً للدراسة:

- شراء حصص أقلية في الأندية الكبرى التي لا ترغب في التخلي عن ملكيتها بالكامل، مثل صفقة جيم راتكليف في مانشستر يونايتد.

- شراكات مالية مبتكرة، مثل اتفاقيات برشلونة وريال مدريد مع شركة Sixth Street، حيث تنازل الأول عن 25% من حقوق البث، فيما تخلى الثاني عن جزء من عائدات ملعب سانتياغو برنابيو بعد تجديده.

- القروض المضمونة بالاستحواذ، كما حدث مع شركة Oaktree Capital التي استحوذت على إنتر ميلان بعد تعثره في سداد ديونه.

- استهداف الأندية المتعثرة مالياً مثل إيفرتون، سامبدوريا، أودينيزي وسانت إيتيان، إلى جانب مغامرات استثمارية عالية المخاطر في أندية تاريخية بالدرجات الأدنى مثل تجربة ركسهام.

توسع في الدوريات الكبرى

بحلول موسم 2026/2025، باتت نسبة 36.5% من أندية الدوريات الكبرى الأوروبية تحت مشاركة صناديق الأسهم الخاصة أو المستثمرين المغامرين أو المقرضين الخاصين.

وتظهر الإحصاءات أن 17 نادياً من أصل 20 في الدوري الإنكليزي لكرة القدم، يرتبطون بشبكات ملكية متعددة الأندية، باستثناء ليفربول، توتنهام وولفرهامبتون، كما أن أكثر من نصف أندية بريميرليغ تضم مستثمرين أميركيين، وهو ما يعكس جاذبية البطولة في السوق العالمية.

تعافٍ مالي متفاوت وأزمة فرنسية

وتُظهر الدراسة أن كرة القدم الأوروبية بدأت تشهد تحسناً تدريجياً في التوازن المالي بين الإيرادات ونفقات الأجور بعد أزمة كورونا، بفضل لوائح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) التي تفرض ألا تتجاوز الأجور 70% من الإيرادات.

لكن هذا التعافي لم يكن متساوياً في كل الدوريات؛ إذ ظل الدوري الفرنسي نموذجاً للمخاطر الاستثمارية، فبعد استثمار شركة CVC Capital Partners نحو 1.5 مليار يورو عام 2022 في البنية التجارية، تعرض الدوري لأزمات متكررة في عقود البث، أبرزها فسخ العقد مع DAZN في 2025، ما أدى إلى توقعات بانخفاض عائداته لأقل مما كانت عليه بعد الجائحة.