إيزاك الحلقة الجديدة في سلسلة المتمرّدين الشهيرة

لا يمر موسم انتقالات من دون أن نشهد لاعباً يقرّر التمرّد على ناديه من أجل فرض رغبته في الرحيل.

في صيف 2025، جاء دور المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك، الذي تحوّل إلى العنوان الأبرز في إنكلترا بعدما دخل في صدام مفتوح مع إدارة نيوكاسل يونايتد، ليصبح أحدث حلقة في سلسلة المتمرّدين التي طبعت تاريخ كرة القدم الحديث.

إيزاك يتمرّد على نيوكاسل
بدأت القصة عندما رفض إيزاك الانضمام إلى الجولة التحضيرية للفريق في آسيا، مفضّلاً التدرب بشكل منفرد في مدينة سان سيباستيان. ولم يكتفِ بذلك، بل غاب عن المباراة الافتتاحية لفريقه في الدوري الإنكليزي لكرة القدم أمام أستون فيلا، قبل أن يخرج بتصريحات نارية يتهم فيها إدارة نيوكاسل بعدم الوفاء بوعودها.

واعتبر المهاجم السويدي أنّ "الانفصال هو الخيار الأمثل للجميع"، في إشارة واضحة إلى رغبته في الانتقال إلى ليفربول الذي يضغط بقوة لضمه.

ألكسندر إيزاك. (إكس)

من جانبها، لا تزال إدارة نيوكاسل متشددة، رافضة أي تنازل، خصوصاً بعد فشلها في تعويض المهاجم بصفقات هجومية بديلة، لتتأزم القصة وتصبح واحدة من أهم ملفات الميركاتو الصيفي.

فان هويدونك... البداية الصاخبة
ظاهرة التمرّد ليست جديدة؛ ففي 1998، دخل الهولندي بيير فان هويدونك في مواجهة مع ناديه نوتنغهام فورست بعدما أخلف وعده بالسماح له بالمغادرة عقب صعود الفريق إلى الـ"بريميرليغ".

قرّر اللاعب العودة إلى هولندا والتدرب مع ناديه السابق ناك بريدا، تاركاً فورست في وضع صعب داخل الدوري الإنكليزي. وحتى بعد سنوات طوال، لم يُبدِ فان هويدونك أي ندم على تلك الخطوة، بل وصف مدربه آنذاك ديف باسيت بأقسى الأوصاف.

سكولز... تمرّد من نوع آخر
حتى أكثر اللاعبين انضباطاً قد يقع في فخ التمرّد. بول سكولز، أحد أساطير مانشستر يونايتد، رفض السفر مع الفريق لمواجهة أرسنال في كأس وورثينغتون عام 2001 احتجاجاً على جلوسه احتياطياً في مباراة ليفربول قبلها.

اعترف سكولز لاحقاً بأنّ تصرّفه كان "غبياً"، وأنه اعتذر سريعاً بعدما غرّمه السير أليكس فيرغسون أسبوعين من راتبه. رغم ذلك، بقيت الحادثة استثناءً في مسيرة لاعب عُرف بالالتزام والانضباط.

غالاس وتيفيز... الأزمات العلنية
خلق المدافع الفرنسي ويليام غالاس جدلاً كبيراً عام 2006 عند مغادرته تشيلسي، إذ اتهمه النادي بالتهديد بتسجيل هدف في مرماه إن أُجبر على اللعب، وهو ما نفاه اللاعب لاحقاً. تلك القضية بقيت من أشهر قصص التمرّد في الدوري الإنكليزي.

وبعده بخمس سنوات، دخل الأرجنتيني كارلوس تيفيز في أزمة حادة مع مانشستر سيتي حين رفض، بحسب رواية المدرب روبرتو مانشيني، الدخول كبديل أمام بايرن ميونيخ في دوري الأبطال 2011.

ورغم نفي تيفيز، إلا أنّ الحادثة تسببت بإيقافه مدة طويلة، قبل أن يعود لاحقاً ويقود سيتي للتتويج بلقب الدوري في 2012.

باييت ومحرز وكاين... تمرّد من أجل المغادرة
في 2017، أجبر الفرنسي ديميتري باييت نادي وست هام يونايتد على بيعه إلى مرسيليا بعد رفضه خوض أي مباراة بقميص الفريق. اللاعب نفسه اعترف لاحقاً بأنّ "الغضب أحد أساليبه للفت الانتباه".

أما الجزائري رياض محرز، فقد عاش قصة مشابهة عندما اختفى لأسابيع عن تدريبات ليستر سيتي في شتاء 2018 بعد رفض عرض مانشستر سيتي. نفى محرز الإضراب لاحقاً، لكنه حصل بالفعل على مراده وانتقل إلى ملعب الاتحاد في الصيف التالي.

وفي توتنهام، حاول هاري كاين استخدام أسلوب مشابه عام 2021 حين تأخر في العودة إلى التدريبات للضغط من أجل الانتقال إلى مانشستر سيتي. ورغم أنّ خطته لم تنجح، إلا أنّ قصته بقيت حديث الشارع الإنكليزي آنذاك.

ماسكيرانو ونونيس... الوعود المكسورة
رفض الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو اللعب مع ليفربول عام 2010 بعدما شعر بخيانة الإدارة التي وعدته بالسماح بالمغادرة. تمرّده أفضى في النهاية إلى انتقاله إلى برشلونة، حيث واصل مسيرته المليئة بالبطولات.

تكرّر الأمر في 2023 مع البرتغالي ماتيوس نونيس، الذي قاطع تدريبات ولفرهامبتون ليضغط من أجل الانتقال إلى مانشستر سيتي، ورغم غضب إدارة ناديه، فإنّ الصفقة تمت في النهاية.