يسير عمر الهلالي بخطوات ثابتة ومتميزة على الساحة الكروية الإسبانية، مؤكداً أنّ الكرة المغربية لا تزال تزخر بالمواهب الفذة القادرة على التألق وإثبات حضورها في الملاعب الأوروبية.

هذا الظهير الأيمن الشاب، الذي جمع بين شغف الكرة المغربية ودقة النظام التدريبي الأوروبي، أصبح الآن واحداً من أبرز الأسماء الواعدة التي يُتوقع لها مستقبل مشرق في عالم كرة القدم.

يمتاز الهلالي بأسلوب لعب يجمع بين السرعة والمهارة، مع فهم استثنائي لمجريات اللعبة وانضباط تكتيكي عالٍ، مما جعله نموذجاً مثالياً للاعب عصري يكتسب توازناً بين الأداء الدفاعي المتين والقدرة الهجومية الفعالة، ليبرز كواحدة من الجواهر المغربية المضيئة في الملاعب الإسبانية.

ومع الأداء اللافت الذي يقدمه بقميص نادي إسبانيول، لم يحظ الهلالي بعد بتغطية إعلامية واسعة مقارنة باللاعبين الآخرين، ومع ذلك، أظهر إمكاناته الكبيرة مع انطلاق الموسم الجديد للدوري الإسباني، خصوصاً في مواجهة أتلتيكو مدريد، حين أثبت تعدد جوانبه التكتيكية ونجاحه في تجاوز دوره التقليدي كظهير أيمن.

في تلك المباراة، لعب الهلالي كقلب دفاع ثالث وقدم أداءً استثنائياً، إذ تصدر قائمة اللاعبين الأكثر تحقيقاً للتمريرات الدقيقة في الثلث الهجومي بعدد 10 تمريرات مؤثرة، مما يدل على تأثيره الكبير في بناء الهجمات وتغيير نسق اللعب.

لم يقتصر دوره على الجانب الدفاعي فحسب، فقد أنقذ فريقه في لحظة حرجة بتدخل رائع منع أتلتيكو مدريد من تسجيل هدف التقدم، كما ساهم بشكل مباشر في فوز فريقه بعد تقديم عرضية متقنة سجل منها زملاؤه هدف الفوز.

تميز الهلالي أيضاً بمستويات رائعة خلال الموسم الماضي، إذ جاءت إحصائياته لتضعه في المركز الرابع بين الأظهرة في الدوريات الخمسة الكبرى تحت سن 23 عاماً من حيث التفوّق في الثنائيات الدفاعية، وفي المركز الثاني بين الأظهرة تحت 21 عاماً في التمريرات العمودية وحمل الكرة نحو الأمام.

عمر الهلالي. (إكس)

ومع أنّ عمره لا يتجاوز 21 عاماً، فإنّ مسيرة الهلالي تشكل انعكاساً لمرحلة ذهبية تعيشها الكرة المغربية التي باتت تفرز مواهب تتجاوز التوقعات. ومع المستويات الكبيرة التي يقدمها وسرعة تطوّره، بات من المؤكد أنه يستحق حجز مكان له ضمن صفوف المنتخب المغربي للمشاركة في كأس الأمم الأفريقية المقبلة.

عمر الهلالي يمثل صورة مشرقة للمواهب المغربية الشابة التي استطاعت أن تجد في الملاعب الأوروبية البيئة المناسبة لتطوير إمكاناتها وبلورة موهبتها، وإذا استمر بالعزيمة والإصرار نفسيهما، فإنّ مستقبله سيكون كبيراً.