جويا حلم جنوبي يخترق المشهد الكروي اللبناني

يخترق نادي جويا حديث العهد المشهد الكروي اللبناني. فريق جنوبي جديد يقتحم المنافسة قبل أن يبدأ مشواره في الدرجة الأولى، بعدما توّج بلقب الدرجة الثانية في الموسم المنصرم.
ينتمي النادي إلى بلدة جويا في قضاء صور. اسمه مشتق من البلدة بعد أن اشترى القيّمون رخصة نادي بنت جبيل. الأخير عانى عجزاً مالياً في ظل تبدّل الأولويات بعد العدوان الإسرائيلي، فوجد الحلّ على يد مدربه حسين صوفان، الذي أقنع آل سعد بشراء الرخصة والفريق بكل عناصره، ومنحه هويّة جديدة باسم جويا، ليصبح ثالث فريق ينتمي إلى القضاء ذاته بعد التضامن - صور العريق "سفير الجنوب"، والرياضي - العباسية.
إدارة جديدة وطموح صريح
تولى وسام سعد رئاسة النادي بدعم من شقيقيه باسل ووائل. وضع ميزانية محدّدة وهدفاً واضحاً: الصعود إلى الدرجة الأولى. استعان بمخضرمين، أبرزهم قائد النجمة السابق علي حمام.
بعد تحقيق الهدف، رفع سعد السقف أكثر. دخل سوق الانتقالات بقوة عبر صفقات صدمت الوسط الكروي. التوقعات ارتفعت سريعاً بأن يصبح الفريق قوة أساسية إلى جانب الأنصار حامل اللقب، والنجمة الباحث عن استعادة أمجاده.
أسماء ثقيلة
عيّن النادي المدرب الوطني يوسف الجوهري مديراً فنياً بعد مغادرته الأنصار. كذلك تعاقد مع أسماء لامعة: وليد شور، حسن سرور، زين فران، حسين منذر، جهاد أيوب، الحراس علي السبع وهادي مرتضى، وحسين عواضة من شباب الساحل، إضافة إلى المغترب إبراهيم الشامي لاعب المنتخب الأولمبي.
لاحقاً، أبرم النادي الصفقة الأبرز بضم القائد السابق للمنتخب حسن معتوق من الأنصار، في خطوة وُصفت بأنها من الأكبر في السوق المحلية.
مقارنة تاريخية
تجربة جويا تعيد إلى الأذهان ما حققه نادي أولمبيك - بيروت في موسم 2002-2003، حين أحرز ثنائية الدوري والكأس مباشرة بعد صعوده من الدرجة الثانية، وإن اختلفت الأمور والظروف بين الحقبتين.
يقول رئيس النادي وسام سعد إنّ مشروع نادي جويا يبدأ من ملعب ومنشأة لتخريج أجيال لكرة القدم اللبنانية عموماً، والجنوب خصوصاً، ويضيف في حديث لـ"النهار": "هو ليس مشروع بناء فريق كرة قدم في الدرجة الأولى فقط بل مشروع بناء جيل كامل يحمل ثقافة رياضية سليمة. وأما بالنسبة إلى الاسم فجويا هي البلدة الأمّ لنا، وجويا تمثل الجنوب كاملاً".
وكشف سعد عن الطموح في الموسم الأول بين الأضواء: "الهدف بالنسبة إلى الإدارة واضح، وهو المنافسة على البطولة"، ويتابع: "هذا حق مشروع للجميع. نحن وضعنا الأدوات اللازمة في مكانها الصحيح وبنينا فريقاً جيداً، كما أنّ الإدارة لديها الوعي الكروي اللازم وتعرف كيف تدار الأمور".
بين الحلم والواقع
لا يخشى سعد تكرار تجارب أندية اندفعت سريعاً ثم تراجعت، كانت تأتي بطموحات كبيرة ثم سرعان ما تعود إلى "المظاليم". ويوضح: "نحن مختلفون. بدأنا ببناء منشآت، وأسسنا خطة طويلة المدى. أسّسنا أكاديمية ستكون حجر الأساس للمستقبل. العمل مؤسساتي، ولسنا في سباق قصير المدى". واستطرد: "أقول لكم الجواب الأوضح: الأيام تثبت لكم".
ولفت سعد إلى أنّ النادي سيعمد على نحو أساسي إلى تأسيس أكاديمية، وتابع: "سيجري إيلاء الأكاديمية أهمية كبيرة، ونحن لا نزال في بداية انطلاقتنا؛ لذا فإنّ العمل يعتبر مؤسساتياً في خطط النادي، وعليه فإنّ في أدراج النادي الكثير من المشاريع التي تحتاج إلى الوقت، والتي تعمل الإدارة على الصعود على سلمها درجة درجة".
وتطرق سعد إلى العلاقة مع الاتحاد والأندية فوصفها بـ"الممتازة"، وأضاف: "نحن نريد أن تكون العلاقة بيننا جميعاً ممتازة لنضع أيدينا جميعاً معاً لرفع مستوى الرياضة في لبنان عموماً وكرة القدم خصوصاً". وأكمل: "نطمح لترك بصمة في موسمنا الأول، ونتطلع أيضاً إلى التتويج بالألقاب المحلية والآسيوية، وإلى إدخال السرور إلى قلب كل محبي نادي جويا واللبنانيين".
يرفع نادي جويا سقف التحديات والمنافسة على مستوى كرة القدم اللبنانية؛ لعبة شعبيتها جارفة تعاني ما تعانيه جراء أزمات البلاد، إلا أنّ دخول رساميل جديدة عبر نادي جويا والنجمة وقبلهما الأنصار والصفاء والتضامن - صور والحكمة - بيروت، تبعث الأمل في دخول رساميل جديدة مستقبلاً بغية إعادة حوكمة القطاع برمته.