منذ الظهور الأول للنجم الغاني محمد قدوس مع وست هام يونايتد، أثبت نفسه كلاعب استثنائي، فهو ليس مجرّد عنصر في التشكيلة بل يمثل ركيزة أساسية بفضل تأثيره الواضح، ولولا الإصابات التي أعاقت تقدمه موقتاً، لأظهر إمكانات قد تقرّبه من مستوى النجوم العالميين أمثال ساديو ماني.

يتمتع قدوس بقدرته على المراوغة الدقيقة والتسديدات القوية، فضلاً عن بنيته الجسدية الصلبة وسرعته الفائقة، كما أنّ رؤيته التكتيكية تجعله لاعباً مثالياً يجيد دور الجناح في أي نظام كروي، وهو ما تنبهت إليه أندية كبيرة مثل توتنهام خلال فترة الانتقالات الحالية.

وفي أول مباراة له في الدوري الإنكليزي الممتاز بقميص توتنهام أمام بيرنلي، برهن قدوس مستواه الرفيع؛ فقد صنع خمس فرص خطيرة من اللعب المفتوح، وقدم تمريرتين حاسمتين، إحداهما جاءت بعد مراوغة مذهلة أربكت المدافع، كما حقق نسبة نجاح كاملة في ثلاث مراوغات خلال المباراة وتفوّق في معظم الالتحامات البدنية.

الأرقام التي خرج بها من تلك المباراة تلقي الضوء على مهاراته وإسهاماته، لكنها مجّرد انعكاس جزئي لقدراته الحقيقية.

بات توتنهام يعتمد عليه بشكل كبير تحت الضغط، إذ أصبح اللاعب الذي يصنع الفارق، وحلقة الوصل والمنقذ في اللحظات الصعبة.

استمر قدوس في إبهار الجميع خلال مواجهة ودية أمام باريس سان جيرمان استعداداً لانطلاق الموسم الجديد، إذ صنع ثلاث فرص محققة وتميز بشكل لافت، ليؤكد مكانته كأحد أبرز النجوم الصاعدين هذا الموسم، ووصلت حصيلة ما خلقه من فرص خلال مباراتين فقط الى ثماني فرص سانحة، وهو رقم يُظهر بوضوح مدى تأثيره الكبير كلاعب حاسم.

ومع تلك الإمكانات، فوجئ البعض بتجاهل العديد من الأندية الإنكليزية له حين كانت تبحث عن جناح أو لاعب هجومي، على سبيل المثال، أرسنال الذي كان يبحث عن بديل مؤهل من ساكا لكنه اتجه نحو نوني مادويكي.

تشيلسي أيضاً يعاني من افتقار الى صانع ألعاب حقيقي ولم يهتم بضمه، بينما فضل مانشستر يونايتد التعاقد مع بريان مبويمو. وحتى ليفربول الذي يفكر في إعداد بديل من محمد صلاح على المدى الطويل لم يضع قدوس ضمن خياراته الرئيسية، لكن التدخل السريع لتوتنهام قلب الموازين بتوقيعه مع هذه الجوهرة قبل أن تتحرّك الأندية الكبرى.

قدوس النجم الذي لم يأخذ حقه بعد، يجد اليوم نفسه أساسياً مع المدرب توماس فرانك، وينتظر "الانفجار" في الدوري الإنكليزي هذا الموسم.