بين حلم التتويج وعبء الوصافة… هل يتكرّر سيناريو فينغر؟

منذ لحظة وصول الإسباني ميكيل أرتيتا إلى قلعة "الإمارات"، بدت بصمته واضحة. لم يحتَج إلى وقت طويل ليبدأ بانتشال أرسنال من الهاوية، وليعيد بناء فريق كان قد فقد هويته وتوازن شخصيته.
أعاد أرتيتا "الغانرز" إلى مصاف الكبار، وقاد مشروعاً طموحاً جعله ينافس بشراسة على الألقاب المحلية والقارية، حتى وإن لم يتوّج بعد بالدوري الإنكليزي. لقد منح الفريق شخصيّة البطل، وأعاده إلى دوري الأبطال.
ثلاثة ألقاب محليّة حتى الآن تتضمن كأس الاتحاد والدرع الخيرية. لكن التاج الحقيقي لا يزال مفقوداً، وفي كل موسم، يزداد نضج التجربة واقتراب الفريق من الحسم. والآن، يقف أرتيتا أمام مفترق طرق تاريخي، حيث تبدأ المقارنات تتصاعد بينه وبين أسطورة النادي آرسين فينغر.
قاد فينغر أرسنال لاحتلال وصافة الـ"بريميرليغ" ثلاث مرات متتالية (1998/1999، 1999/2000، 2000/2001)، خلف مانشستر يونايتد في ذروة هيمنته. لكنه في الموسم الرابع، وتحديداً في 2001/2002، انفجر الفريق وحقق اللقب عن جدارة، في موسم استثنائي، وبعدها انطلق هذا الجيل نحو الذهب، وتحقيق إنجازات لن تُمحى من التاريخ.
سيناريو مشابه يعيشه أرتيتا الآن؛ فقد حل أرسنال وصيفاً لـ"البريميرليغ" ثلاث مرات متتالية، خلف مانشستر سيتي في موسمي 2022/2023، 2023/2024، وخلف ليفربول في موسم 2024/2025. فهل يكون الموسم الرابع هو لحظة الانفجار والتتويج كما كان الحال مع فينغر؟
التاريخ لا يُستنسخ، لكن في كرة القدم كل شيء ممكن، خصوصاً حين تتشابه الظروف وتتكرّر الملامح. وكما صنع فينغر جيله الذهبي بعد تتويجه الأول، مستثمراً في ميركاتو ذكي جلب لاعبين مثل كامبل، بيريس، وهنري، فإنّ أرتيتا خاض بدوره أحد أشرس مواسم الانتقالات، عزز خلاله صفوفه بكل خطوط اللعب، وأبرم صفقة هجومية نارية بالتعاقد مع السويدي فيكتور غيوكيريس، ليُكمل منظومة متكاملة بجوار نجوم مثل ساكا، رايس، أوديغارد وصليبا.
أرتيتا اليوم يملك كل مقوّمات النجاح، فلديه فريق ناضج ومرن تكتيكياً، ودعم إداري غير مشروط، وقاعدة جماهيرية مؤمنة بالمشروع، وطموح شخصي لم يخفت منذ تولّيه المنصب. لكن ما ينقصه هو اللمسة الأخيرة أو بلغة أخرى "الحسم". رتّب كل التفاصيل، وأغلق كل الثغرات، وبات عليه فقط أن يعلم كيفية أن يتحوّل من "المتنافس الدائم" إلى "البطل المنتظر".