ليسوا مهاجمين... نجوم تألّقوا في مركز رأس الحربة
في كرة القدم الحديثة، تُعدّ المرونة التكتيكيّة من أهم السمات التي يبحث عنها المدرّبون في لاعبيهم الأساسيين، إذ تمنح الفريق حلولاً متعددة لمواجهة المواقف الطارئة.
موسم 2024-2025 كان مثالاً حيّاً على هذه الظاهرة، إذ شهدنا لاعبين غيّروا مراكزهم المعتادة من جناح أو وسط هجومي إلى رأس حربة صريح "رقم 9"، ونجحوا في لفت الأنظار بقدرتهم على حسم المباريات رغم أنّ هذا الدور لم يكن تخصصهم الأساسي.
مبابي… جناح بقدرات هداف
ربما يُعتبر الفرنسي كيليان مبابي أبرز الأمثلة؛ فبعدما كان معتاداً على الانطلاق من الجناح، قرّر كارلو أنشيلوتي توظيفه كمهاجم صريح وسط ازدحام الأسماء الكبيرة في مراكز الأطراف. النتيجة كانت استثنائية، فقد تمكن اللاعب من تحقيق 49 مساهمة تهديفية جعلته يتفوّق على مهاجمين متخصصين في هذا المركز في البطولات الكبرى، لا في الدوري الإسباني فقط.
ديمبيلي… مفاجأة الموسم
أما مواطنه عثمان ديمبيلي، فقد كان النموذج الأبرز على مستوى الدوريات الكبرى، بعدما منحه لويس إنريكي دور المهاجم الصريح في باريس سان جيرمان. النتيجة؟ أداء لافت وضعه ضمن أقوى المرشحين للكرة الذهبية، وأعاد تعريف إمكانياته للجماهير والنقاد بعدما كانت محل شك من الجميع.

إلى ذلك، جذب الأرجنتيني جوليان ألفاريز الأنظار بدوره في هذا المركز مع أتلتيكو مدريد، بعدما اعتاد على اللعب كمهاجم ثانٍ أو لاعب وسط هجومي، سواء مع مانشستر سيتي أو منتخب بلاده.
وفي الدوري الإنكليزي، برز اسم كاي هافيرتز مع أرسنال بشكل مميز، بعدما دفعت إصابات القوام الأساسي للمدرب ميكيل أرتيتا به إلى مركز المهاجم الصريح، فجاءت التجربة بالفعل ناجحة.
رغم النجاح اللافت لهؤلاء النجوم، فإنّ استمرارهم في مركز "رقم 9 "، في الموسم الجديد، ليس مضموناً، خصوصاً أنّ صفقات الميركاتو الصيفي 2025، ودعم المراكز الهجومية قد تعني عودتهم إلى أدوارهم الأساسية. لكنّ كرة القدم الحديثة أثبتت أنّ تسجيل الأهداف لم يعد حكراً على المهاجم الصريح، فالجناح الهداف بات عنصراً أساسياً، كما هو الحال مع محمد صلاح في ليفربول.
نبض