إنريكي يفي بوعده مع باريس سان جيرمانِ

أصبح نادي باريس سان جيرمان نموذجاً لإدارة رياضية احترافية تتسم بالذكاء والرؤية الثاقبة منذ أن تولى لويس إنريكي منصب مديره الفني، وذلك بفضل الدعم الكامل الذي حصل عليه من رئيس النادي ناصر الخليفي.

هذه النقلة النوعية غيّرت هوية الفريق بشكل جذري، بحيث تحوّل التركيز من الاعتماد على الأسماء الكبيرة إلى بناء منظومة جماعية قوية تتجلى فيها روح الفريق.

شهد النادي تحسناً ملحوظاً في الأداء، إذ بات أسلوب اللعب أكثر انضباطاً وابتكاراً، مع لاعبين يقدمون مستويات استثنائية كأنهم اكتشفوا قدراتهم من جديد تحت قيادة إنريكي.

قبل عامين، تحدث إنريكي مع الخليفي بوضوح وأعلن رفضه التعاقد مع نجوم جاهزين، مؤكداً رغبته في صناعة النجوم بنفسه، واقترح تغيير استراتيجية التعاقدات بالتركيز على اللاعبين الشباب تحت سن الـ25، مع وقف سياسة الإنفاق الضخم على الأسماء الكبيرة كما حدث في السابق مع ليونيل ميسي ونيمار.

ومن خلال هذا النهج التدريجي، سعى إلى تشكيل فريق قوي يعتمد على تطوير المواهب والتألق بها لتحقيق النتائج المرجوة في المستقبل.

هذه الاستراتيجية أثبتت نجاحها بامتياز، إذ تحوّل باريس سان جيرمان من فريق يرتكز على الأسماء اللامعة إلى منظومة جماعية تنافس بقوّة على مختلف الجبهات.

إلى جانب ذلك، تمكن الفريق من تحقيق الثلاثية التاريخية، إلى جانب ترشيح تسعة لاعبين للحصول على الكرة الذهبية، وهو إنجاز لم يتحقق من قبل في تاريخ الجائزة.

استمر النادي في السير وفق هذا النهج الذكي والمدروس، وركز على التعاقد مع لاعبين شباب يملكون إمكانات واعدة بأسعار معقولة.

من أبرز هذه الصفقات التعاقد مع لوكاس شوفالييه، حارس مرمى ليل السابق الذي يُعد من أفضل المواهب في الدوري الفرنسي بعمر 23 عاماً فقط، والمدافع إليا زبارني القادم من الـ"بريميرليغ" بعمر 22 عاماً. هذه الانتقالات تعكس توجه النادي نحو التخطيط الطويل المدى بعيداً من الأساليب التقليدية في ضم النجوم العالميين.

المشروع أصبحت له رؤية واضحة: رئيس نادٍ يتمتع بالقدرة على تفويض الصلاحيات الى من يمتلك الخبرة، ومدير رياضي مثل لويس كامبوس يبرع في إبرام الصفقات واستكشاف المواهب بسرعة، ومدرب تكتيكي مثل إنريكي يعيد تشكيل الفريق ويوظف المهارات بشكل مميز. وكانت النتيجة خلال موسمين فقط تعاقد النادي مع أكثر من 10 صفقات من الشباب لتدعيم المستقبل.

لويس إنريكي. (إكس)

يقف باريس سان جيرمان اليوم كواحد من أقوى فرق أوروبا تحت قيادة إنريكي، بعدما أصبح نموذجاً للفريق الجماعي الذي لا يعتمد على النجوم فقط بل يفرض نفسه كخصم شرس لكل الكبار، وهذا التحوّل يمنح النادي فرصة لتحقيق مزيد من الإنجازات في الموسم الجديد سواء على المستوى المحلي أو القاري.