"ميركاتو الأحلام" يمنح أموريم مفاتيح العودة
بعد سنوات من التخبط الإداري، الذي انعكس على التغييرات المستمرّة للمدربين واللاعبين من دون أي مردود حقيقي، يبدو أنّ إدارة مانشستر يونايتد قد أدركت أخيراً أنّ العودة إلى القمة تتطلب خطة واضحة لا مجرّد إنفاق عشوائي. هذا الإدراك ترجمته الإدارة في ميركاتو صيف 2025، حين وضعت نهجاً مدروساً لتدعيم الصفوف وسد الثغرات التي أرهقت الفريق في الموسم الماضي، خصوصاً منذ قدوم البرتغالي روبن أموريم إلى مقعد القيادة الفنية.
في هذا الصيف، أنفقت الإدارة أكثر من 200 مليون يورو، في موضعها الصحيح. جاءت التعاقدات بلمسة نوعية، خصوصاً في خط الهجوم الذي عانى بشدة في الموسم الماضي، مع استقطاب لاعبين يملكون الخبرة في أجواء الـ"بريميرليغ" القاسية. من ماتيوس كونيا وبريان مبويمو إلى الصفقة الأبرز، السلوفيني بينجامين سيسكو، بالإضافة إلى المواهب الواعدة مثل دييغو ليون وإنزو كانا-بييك، تشكلت ملامح ما وصفه كثيرون بـ"ميركاتو الأحلام".
ورغم أنّ السوق لم تُغلق بعد، والتقارير تشير إلى مساعٍ لضم عدد آخر من الصفقات المميزة لتدعيم كافة المراكز في الفريق، فإنّ الأنظار كلها تتجه الآن إلى أموريم، الرجل الذي جاء من سبورتينغ لشبونة بسمعة المدرب الواعد الذي يملك كل مقوّمات النجاح. فأموريم يمتاز بمرونته التكتيكية، والقدرة على صناعة فريق متوازن هجومياً ودفاعياً. الموسم الماضي كان مخيباً، بل كارثياً، إذ نجا يونايتد من الهبوط للمرّة الأولى في تاريخه بفارق ضئيل، لكن الدعم الحالي يمنحه فرصة ذهبية لقلب الصورة.
يمتلك أموريم الآن ترسانة هجومية حقيقية؛ الثلاثي كونيا ومبويمو وسيسكو وحده سجل 48 هدفاً في الدوري الموسم الماضي، أي أكثر مما سجله فريق مانشستر يونايتد كاملاً (44 هدفاً). لكنّ التحدي الحقيقي الذي سيواجهه هو كيفية دمج هذه الأسماء في منظومة متناغمة، وتوظيف إمكاناتهم بالشكل الذي يحوّلهم من مجرّد أسماء لامعة إلى قوة ضاربة في داخل الملعب.

التجارب السابقة تجعل جماهير يونايتد حذرة؛ فقد اعتاد النادي على فترات انتقالات قوية، لكنها كانت تنتهي بمواسم مخيبة للآمال من دون وجود حلول جذرية للأزمة. مؤشرات فترة الإعداد هذا الصيف مختلفة، إذ ظهر الفريق بهوية أوضح وحقق نتائج إيجابية وتوّج بثلاثة ألقاب ودية؛ ومع ذلك، تبقى البطولات الرسمية هي الاختبار الحقيقي لـ"الشياطين الحمر".
نبض