مبابي والرقم 10... هل يكتب فصلاً جديداً مع أساطير ريال مدريد؟

اتخذ ريال مدريد هذا الصيف قرارات ضخمة على مستوى سوق الانتقالات، لكن ربما القرار الأهم الذي قد تكون له تبعات طويلة الأمد لم يكن بتوقيع جديد، بل بتغيير رقم على القميص. فقد أكد كيليان مبابي، الأربعاء، ارتداءه القميص الرقم 10 هذا الموسم، خلفاً لأسطورة خط الوسط لوكا مودريتش، الذي غادر الفريق بعد سنوات من المجد.

رغم أنّ بعض اللاعبين المخضرمين في صفوف الفريق أبدوا اهتمامهم بارتداء الرقم الشهير، فإنّ إدارة النادي فضّلت منحه للنجم الفرنسي مبابي، في إشارة واضحة إلى مكانته الكبيرة في خطط المدرب تشابي ألونسو.

كيليان مبابي. (إكس)

رقم يحمل عبئاً تاريخياً
ارتداء الرقم 10 في ريال مدريد ليس مجرّد رقم، بل هو عبء تاريخي يُحمل على الكتفين. فقد ارتداه أساطير تركوا بصمات ذهبية، أبرزهم البرتغالي لويس فيغو، الذي يتصدر قائمة أكثر من ساهم في الأهداف (تسجيلاً وصناعة) بهذا الرقم في تاريخ النادي، بإجمال 152 مساهمة، وهو رقم يتفوّق به على مودريتش، صاحب المركز الثاني، بفارق كبير.

ثم يأتي كل من خاميس رودريغيز (76 مساهمة) ومسعود أوزيل (69 مساهمة)، بالإضافة إلى أسماء خالدة ككلارنس سيدورف، مايكل لاودروب، والمجري فيرينتس بوشكاش.

ورغم ضخامة رقم فيغو، فإنّ مبابي يملك المعدل التهديفي اللافت الذي قد يسمح له بكسر هذا الرقم على المدى المتوسط، خصوصاً إذا حافظ على معدله الحالي البالغ 0.75 هدفاً في المباراة.

الحضور في المباريات
من حيث عدد المباريات، يُعد لوكا مودريتش أكثر من مثّل الرقم 10 بقميص ريال مدريد، بـ383 مباراة، يليه فيغو (245) ثم سيدورف (159)، أما خاميس وأوزيل فأتيا لاحقاً، في حين أنّ أسماء مثل روبينيو ولاسانا ديارا ظهرت بشكل مفاجئ في قائمة الأكثر حضوراً.

لكن مع كثافة جدول المباريات في العصر الحديث، وتنوّع البطولات التي يشارك فيها ريال مدريد، يبدو أنّ مبابي سيشق طريقه سريعاً نحو هذه القائمة، بل قد يتصدرها في حال استمراره لسنوات في العاصمة الإسبانية.

الألقاب... المعيار الأهم
في نادٍ بحجم ريال مدريد، تبقى الألقاب هي المعيار الحقيقي لتقييم أي لاعب، ويعتلي لوكا مودريتش أيضاً صدارة قائمة أكثر من حصد الألقاب بالقميص الرقم 10، إلى جانب رافا مارتين فاسكيز ومانويل فيلاسكيث، يليهم بوشكاش (10 ألقاب) وخاميس رودريغيز (9 ألقاب).

ورغم اعتياد مبابي على التتويج بالألقاب في باريس سان جيرمان، فإنّ موسمه الأول في مدريد انتهى بلا بطولات، ما يفرض عليه تحدياً حقيقياً في المواسم المقبلة إن أراد دخول قائمة الأساطير الذين مروا بهذا الرقم.

كيليان مبابي يمتلك الموهبة، الطموح، والإمكانات التي تؤهله ليصبح أفضل من ارتدى الرقم 10 في تاريخ ريال مدريد، لكن التاريخ لا يُكتب بالنيات، بل بالأرقام والبطولات، وسيتعين على النجم الفرنسي أن يقود الفريق إلى الألقاب، ويترك أثراً يليق بحجم الرقم الذي بات يحمله.