إنتر ميلان يُعيد ترتيب أوراقه بهدوء

في وقت تتسابق فيه كبرى الأندية الأوروبية لإعادة بناء فرقها عبر صفقات ضخمة خلال سوق الانتقالات الصيفية 2025، يختار نادي إنتر ميلان السير في طريق مختلف أكثر هدوءاً وواقعية، عنوانه "الترميم لا الثورة"، وفلسفة تهدف إلى معالجة الثغرات الواضحة التي ظهرت خلال الموسم الماضي، من دون اللجوء إلى تغييرات جذرية في التشكيلة الأساسية.
إدارة الـ"نيراتزوري" اكتفت بالهيكلة الكاملة في الإدارة الفنية للفريق بعد إنهاء النادي علاقته مع المدرب سيموني إينزاغي، ليمنح دفة القيادة للمدرب الروماني كريستيان كيفو بعقد يمتد لموسمين. كيفو، الذي يعرف النادي جيداً كلاعب سابق، أدرك أنّ الفريق لا يحتاج إلى هدم وإعادة بناء بقدر حاجته إلى ترميم ذكي ومنهجي خصوصاً أنّ كأس العالم للأندية 2025 قد شكّل اختباراً أولياً لرؤيته ومشروعه الفني.
التوجه الأساسي لإدارة الـ"نيراتزوري" بالتعاون مع المدرب الجديد، كان التخلص من اللاعبين غير الملائمين للفكر الفني المقبل، سواء من حيث الأداء أو العبء المالي. فشهدت قائمة المغادرين أسماء مثل خواكين كوريا وماركو أرناوتوفيتش، إلى جانب عدد آخر من اللاعبين، مع إعارة بعض اللاعبين الشباب لكسب مزيد من الخبرات والمشاركة المنتظمة.
أما على صعيد التعاقدات، فقد جاءت انتقائية ومدروسة، إذ لم ينجرف إنتر خلف الأسماء اللامعة بقدر ما ركّز على جلب لاعبين يُلبّون احتياجات فنية محددة. فجرى التعاقد مع قلب الدفاع الإيطالي أليساندرو بونجورنو، والظهير الأيسر اليوناني جيورجيوس كيرياكوبولوس لتجديد دماء الخط الخلفي خصوصاً مع تقدم عمر معظم لاعبي الفريق في هذه المراكز، إلى جانب ضم الجناح الأرجنتيني المهاري بيدرو دي لا فيغا، ولاعب الوسط خورخي رودريغيز.
قد لا يبدو ميركاتو إنتر ميلان حتى الآن مُرضياً لطموحات الجماهير، إلا أنّ الإدارة تراهن على مشروع "كريستيان كيفو" بعيد المدى، وتمنحه حرية بناء الفريق وفقاً لرؤيته الخاصة، على أمل أن يُترجم ذلك إلى بطولات في نهاية الموسم. علماً أنّ سوق الانتقالات لا يزال مفتوحاً، والنادي يحتفظ بإمكانية التحرّك في اللحظة المناسبة لإتمام صفقات جديدة تعزز فرص النجاح في الموسم المنتظر في حال الحاجة إلى ذلك.