فيغو ورونالدو وكورتوا ضمن أشهر الخونة في كرة القدم

في عالم كرة القدم، هناك ما هو أكبر من الأهداف والبطولات، هناك الولاء والانتماء، وهي القيم التي لا تقبل الجماهير التفاوض بشأنها، وعندما يكسر لاعب هذا الرابط، خاصة بالانتقال إلى الغريم التاريخي، تتحول المحبة إلى عداوة، وتصبح العودة إلى الملاعب القديمة كمن يسير وسط النيران.

قائمة "الخونة" في كرة القدم طويلة، لكن بعض الأسماء حجزت مكاناً خالداً في ذاكرة الغضب الجماهيري، بسبب قراراتهم المثيرة للجدل، وفي هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز النجوم الذين استقبلتهم جماهيرهم السابقة بالشتائم واللافتات العدائية:

فيغو في كامب نو... رأس الخنزير الذي هز أوروبا
في صيف عام 2000، صُدمت جماهير برشلونة بخبر انتقال قائدهم وملهمهم، البرتغالي لويس فيغو، إلى ريال مدريد في صفقة قياسية بلغت 60 مليون يورو، لم تكن مجرد صفقة، بل خيانة كاملة الأركان في نظر الكتلان.

وعندما عاد فيغو لأول مرة إلى ملعب "كامب نو" بقميص الغريم الأبيض، كان المشهد أشبه بساحة حرب، صافرات تصم الآذان، لافتات كُتب عليها "الخائن" و"يهوذا"، وشتائم لا تُحصى.

لكن أكثر ما خلد في ذاكرة كرة القدم هو رأس خنزير حقيقي أُلقي عليه من المدرجات، ليصبح رمزاً أبدياً للغضب الكاتالوني، وصورة تختصر أقسى ردود الأفعال في تاريخ اللعبة.

سول كامبل... "الابن العاق" في شمال لندن
كان سول كامبل قائداً لتوتنهام هوتسبير، وأحد خريجي أكاديميته الذين يمثلون صلب هوية الفريق، لكن في صيف 2001، قرر قلب الدفاع الإنكليزي خوض مغامرة غير متوقعة، وانتقل إلى أرسنال في صفقة انتقال حر.

ما فعله كامبل لم يُغفر أبداً، فمنذ أول عودة له إلى ملعب "وايت هارت لين"، وُوجه بوابل من الشتائم، ورفعت الجماهير لافتات تصفه بالخائن والجبان، ولم تشفع له إنجازاته مع المنتخب الإنكليزي ولا مستواه الرفيع، فبالنسبة لجماهير السبيرز، هو "خائن إلى الأبد".

رونالدو الظاهرة... من مجد إنتر إلى سخط الجماهير
رونالدو نازاريو، أحد أعظم من لمس الكرة، تألق بقميص إنتر ميلان لخمسة مواسم، وكان محبوب الجماهير بلا منازع، لكن بعد تجربة ناجحة مع ريال مدريد، قرر في 2007 ارتداء قميص الغريم التاريخي للإنتر، نادي إيه سي ميلان.

وعند عودته إلى ملعب "جوزيبي مياتزا"، الذي كان يوماً ما بيته، انقلبت المدرجات ضده، صيحات استهجان، لافتات عدائية، ونظرات احتقار من جمهور الإنتر الذي شعر أن "الظاهرة" خان تاريخه في النادي الذي احتضنه في أصعب لحظاته.

تيبو كورتوا... "الفأر الأبيض" في أرض الروخيبلانكوس
في بداياته، كان كورتوا بطلاً لأتلتيكو مدريد، الحارس العملاق الذي ساهم في تتويج الفريق بلقب الدوري الإسباني عام 2014، ووصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن صيف 2018 حمل الصدمة، حين انتقل البلجيكي إلى ريال مدريد، العدو الأزلي.

تيبو كورتوا. (أ ف ب)

وفي أول ظهور له في ملعب "واندا ميتروبوليتانو"، لم ترحمه الجماهير، فقد أُلقيت عليه فئران، ورفعت لافتات تصفه بـ"الخائن"، وتحوّلت كل لمسة له إلى وابل من الصافرات، وتحول من بطل إلى منبوذ، وما زال كل ظهور له في معقل أتلتيكو مناسبة للثأر الجماهيري.

كارلوس تيفيز... عندما يتحول الفتى المحبوب إلى "فأر"
جماهير مانشستر يونايتد أحبت كارلوس تيفيز، اللاعب الأرجنتيني المقاتل الذي ساهم في تحقيق البطولات، لكن الحب انقلب إلى كراهية بعدما قرر تيفيز الانضمام إلى الجار اللدود مانشستر سيتي في 2009.

أولد ترافورد لم ينسَ، فعند عودته، رفعت الجماهير لافتات مكتوب عليها "RAT" (فأر)، وأطلقت صافرات حادة كلما لمس الكرة، تصريحات تيفيز المستفزة لاحقاً، مثل قوله إن "سيتي هو المستقبل"، زادت النار اشتعالاً، وأكدت أنه طوى صفحة الأحمر إلى الأبد.

هيغواين... من أسطورة إلى مكروه في شوارع نابولي
في موسم 2015-2016، كتب غونزالو هيغواين التاريخ حين سجل 36 هدفاً بقميص نابولي، محطماً كل الأرقام، لكن اللاعب الأرجنتيني قرر صيفاً بعد ذلك الانتقال إلى جوفنتوس، الغريم الأبدي، ما شكل صدمة جماعية في المدينة الجنوبية.

عند عودته إلى ملعب "سان باولو"، قوبل بهتافات الشتم، وقمصان محترقة، ولافتات تحمل الرقم "71"، الذي يعني في اللهجة المحلية "الخائن أو الحقير"، وتحول هيغواين من محبوب الجماهير إلى رمز للخيانة والانتهازية.

أنطوان غريزمان... السقوط من القمة
غريزمان كان "الأمير الصغير" لأتلتيكو مدريد، قائده وملهمه، لكن في 2019، اختار الرحيل إلى برشلونة مقابل 120 مليون يورو، ليخسر دعم المدرج الأحمر.

عند عودته، سمع هتافات "غريزمان مت"، وشاهد لافتات تمزّق اسمه، قبل أن يعود مجدداً إلى أتلتيكو في 2021، ومع مرور الوقت، بدأت الجماهير في نسيان الخيانة، لكن الندبة ما زالت ظاهرة.

اشلي كول وديفور... المال لا يشتري الاحترام
أشلي كول كان نجماً صاعداً في أرسنال، لكنه قرر الانتقال إلى تشيلسي بعد خلاف مالي، لتطلق عليه جماهير المدفعجية لقب "Cashley" في إشارة للجشع، أما البلجيكي ستيفن ديفور، فبعد سنوات المجد في ستاندر لييج، انضم إلى أندرلخت، واستقبله الجمهور بتيفو يصور رأسه مقطوعاً.