انقلاب فليك على شتيغن... خيانة كاتالونية أم قرار فني؟

يعيش الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن واحدة من أكثر اللحظات حساسية في مسيرته الكروية مع برشلونة، بعدما أصبح الحارس الثالث في ترتيب حراس الفريق خلف خوان غارسيا وفويتشيك تشيزني، مكتفياً حالياً بالتدريبات الفردية في صالة الألعاب الرياضية، بعيداً عن المجموعة.
ومنذ وصوله إلى قيادة الجهاز الفني للفريق الكتالوني، بدأ هانسي فليك خطوات "ثورته" الفنية لإعادة بناء برشلونة بطريقته، إلا أن المفاجأة الكبرى تمثّلت في قراره بإقصاء أحد أعمدة الفريق وقائده، تير شتيغن، من التشكيلة الأساسية.
إصابة قاتلة وتشيزني يستغل الفرصة
تير شتيغن تأثر كثيراً بالإصابة التي تعرّض لها الموسم الماضي في الركبة، والتي غيّبته عن الملاعب لمدة 8 أشهر. هذه الغيابات الطويلة منحت الحارس البولندي تشيزني فرصة إثبات نفسه بين الخشبات الثلاث، ليحجز مكاناً أساسياً ويكسب ثقة فليك بسرعة، كما أن التعاقد مع حارس إسبانيول خوان غارسيا أضعف من آمال الحارس الألماني بالبقاء في برشلونة.
قرار فني أم تمهيد للرحيل؟
المدرب الألماني اتخذ قراراً واضحاً بتهميش شتيغن، وهو ما يعني أن موسم 2025-2026 سيبدأ بحارس جديد لبرشلونة. من جهة أخرى، هناك ضغوط إدارية للتخلص من راتب شتيغن المرتفع، خاصة أن عقده ممتد حتى عام 2028، وسط حديث متزايد عن احتمال بيعه أو التفاوض على إنهاء عقده بالتراضي.
خيانة؟ لا، ولكن...
رغم ما يُثار، لا يبدو أن الأمر "خيانة" بالمعنى الحرفي، فقد أبلغت إدارة برشلونة شتيغن بوضوح قبل بداية فترة الإعداد للموسم الجديد أنه خارج خطط المدرب، وأن أمامه خيارين: البحث عن نادٍ جديد أو قبول الخروج المشرف. ومع ذلك، لا يزال الحارس الألماني متمسكاً بالبقاء، مؤكّداً أنه لم يتلقَ أي اتصال رسمي بشأن الرحيل، وأنه مستعد لانتظار فرصته، حتى لو بقي حارساً ثالثاً.
لكن البقاء بهذا الوضع يعني التضحية بفرصة المشاركة في كأس العالم المقبلة، خاصة أن منتخب ألمانيا لا يمنح الفرص لحراس لا يشاركون بانتظام مع أنديتهم.
غضب ألماني وتحذير واضح
أسطورة ألمانيا لوثار ماتيوس أطلق تحذيراً صريحاً قائلاً: "إذا أراد تير شتيغن أن يلعب في كأس العالم، فعليه الرحيل الآن. لن يحظى بأي فرصة للعب في برشلونة".
الإعلام الألماني هو الأخر عبّر عن استيائه من موقف برشلونة تجاه الحارس، خاصة مع تزايد الأحاديث عن إمكانية انتقاله إلى دوريات أقل مستوى مثل الدوري التركي، وهو ما يُعد تراجعاً كبيراً لحارس كان يوماً ما من أفضل الحراس في العالم.