نوتنغهام فورست من صراع الهبوط إلى المنافسة الأوروبية

لم يكن أشد المتفائلين في مدينة نوتنغهام يتخيّل أن يشهد يوماً عودة ناديه إلى الساحة الأوروبية بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الغياب. الفريق الذي فقد بريقه وسط كبار إنكلترا، وعانى طويلاً في دوري "الشامبيونشيب"، أصبح اليوم حديث القارة العجوز بعد موسم استثنائي، أنهاه بتأهل رسمي إلى الدوري الأوروبي 2025-2026.

القفزة الهائلة في نتائج الفريق، جاءت ثمرة لاستراتيجية محكمة قادتها الإدارة الجديدة، التي وضعت نصب عينيها بناء مشروع يقوم على الاستقرار الفني والمالي، وتكوين فريق شاب وطموح قادر على التطوّر والمنافسة. ففي موسم 2022-2023، كانت مهمة نوتنغهام تقتصر على البقاء فقط بين الكبار، أما اليوم، فقد أصبح هدفه هو تثبيت نفسه كمنافس دائم بين الكبار وعلى الساحة القارية.

بدأ التحوّل الكبير في مسيرة الفريق بإقالة المدرب ستيف كوبر في نهاية عام 2023، وتعيين البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو، الذي نجح في إعادة الانضباط والصلابة إلى الفريق، وغيّر طريقة اللعب بشكل واضح، ليبدأ نوتنغهام في تحقيق نتائج لافتة طوال الموسم الماضي قادته في النهاية إلى المركز السابع في جدول الدوري الإنكليزي.

ويبدو أنّ القدر قرّر مكافأة قافلة سانتو بعد هذا الموسم المميز، ورغم أنّ هذا المركز لم يكن مؤهّلاً مباشرة إلى المسابقات الأوروبية، إلا أنّ قرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) باستبعاد نادي كريستال بالاس بسبب انتهاك لوائح الملكية المشتركة، فتح الباب أمام نوتنغهام فورست للحصول على بطاقة المشاركة في الدوري الأوروبي، باعتباره الفريق الأعلى ترتيباً بين الأندية غير المؤهلة.

نوتنغهام فورست. (وكالات)

ما يميز نوتنغهام فورست في نسخته الجديدة هو التخطيط طويل الأمد. فبدلاً من اللجوء إلى التعاقد مع أسماء لامعة ومكلفة، فضّل النادي الاستثمار في المواهب الشابة، والحفاظ على هيكل الفريق، ما أتاح له الاستقرار.

خلال موسم الانتقالات الصيفية 2025، واصل النادي النهج نفسه، فتخلى عن الجناح السويدي أنتوني إيلانغا إلى نيوكاسل مقابل 55 مليون جنيه إسترليني، وهي صفقة أثارت بعض الجدل، لكنها وفرت تمويلاً لضم صفقات نوعية.

تُدرك إدارة نوتنغهام فورست جيداً أنّ الموسم المقبل سيكون أكثر تحدياً، ليس فقط بسبب ضغط المباريات المحلية والقارية، بل أيضاً لأنّ الأنظار ستتجه إلى أهداف المستقبل.