اعتاد عشاق ريال مدريد على عيش ليالٍ من الخيال سواء في دوري أبطال أوروبا أو كذلك في البطولات العالمية مثل كأس العالم للأندية؛ فالفريق الأبيض الإسباني هو أكثر الأندية تحقيقاً للألقاب في تاريخ الساحرة المستديرة.

النادي الملكي الذي لطالما رفض المستحيل وحقق إنجازات كبيرة وكان يخشاه الجميع، بات في الوقت الحالي يخسر برباعية من باريس سان جيرمان مع الرحمة، كما تلقى هزائم متتالية بلا توقف من غريمه التقليدي برشلونة في مختلف البطولات المحلية من الموسم الجاري.

تحوّل ريال مدريد إلى فريق هش يعاني من نقاط ضعف عدة دفاعياً، وكذلك في الوسط،، إلى جانب غياب التجانس في خط الهجوم. الفريق المرعب أصبح فريقاً يمكن التفوّق عليه بسهولة ولم يعد مرشحاً قوياً للفوز باللقب الأوروبي في الموسم المقبل 2025-2026.

تشابي ألونسو تحت الضغط. (أ ف ب)

سياسة التقشف
السر الرئيسي لمعاناة ريال مدريد في الوقت الحالي هو تحوّل سياسة رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز إلى تجنّب إنفاق الكثير من الأموال على سوق الانتقالات الصيفية، والتركيز الأكبر بات على الصفقات المجانية مثل ضم كيليان مبابي أو ألكسندر أرنولد.

على سبيل المثال، يعاني ريال مدريد دفاعياً وخسر برباعية أمام سان جيرمان في نصف نهائي كأس العالم للأندية، لكنّ النادي الأبيض الإسباني لا يخطط لدفع مبلغ يراوح بين 30 إلى 50 مليون يورو لنادي ليفربول لضم قلب الدفاع الفرنسي الدولي إبراهيما كوناتي.

وبحسب صحيفة "آس"، يريد فلورنتينو بيريز وصول اللاعب في صيف 2026 مجاناً عقب انتهاء تعاقده مع ليفربول بدلاً من ضمه بمقابل مالي هذا الصيف. الرجل الذي لطالما أنفق الملايين على لاعبين بقيمة كريستيانو رونالدو وغاريث بايل وريكاردو كاكا وتشابي ألونسو وتوني كروس، أصبح الآن يبحث فقط عن التعاقدات المجانية.

سياسة بيريز أهدرت على النادي ضم ألفونسو ديفيس ظهير بايرن ميونيخ الذي رفض الانتظار لمدة عام لينتقل إلى مدريد مجاناً، وقرّر تمديد عقده مع البافاري، كما أنّ تلك السياسة قد تهدر على ريال العديد من المواهب.

فكر بيريز الجديد يجعله يبتعد عن التفكير في صفقات بقيمة أليساندرو باستوني أو ويليام صليبا على سبيل المثال لحل مشاكل الفريق الدفاعية كونه بات يركز على الصفقات المجانية، وهو ما جعل النادي لا يتجه إلى الصفقات الضخمة.

أنفق بيريز الأموال هذا الصيف على ضم دين هويسون ويستهدف ضم ألفارو كاريراس، لكنّ الفريق ما زال بحاجة إلى صفقات من العيار الثقيل تصنع الفارق خصوصاً أنّ النادي يعاني بالفعل من نقاط ضعف عدة في مختلف المراكز.

ما يزيد الطين بلة هو كون النادي يربط فكرة ضم مدافع جديد بضرورة التخلص من ديفيد ألابا، ليبقى السؤال: ماذا إذا استمر ألابا؟ فهل يدفع النادي الثمن غالياً بالمعاناة لموسم جديد بسبب بقاء النمسوي في بيرنابيو حتى نهاية عقده؟

كذلك تعزيز الوسط والهجوم من جديد يرتبط بعملية التخلص من رودريغو غوس بمبلغ مالي ضخم، وهو أمر لم يعتد عليه الـ"ميرنغي" الذي كان دائماً ما يبحث عن تعزيز صفوفه بضم أفضل اللاعبين لسنوات عدة.

المؤكد أنه إذا أراد تشابي ألونسو أن ينجح وأن تظهر بصماته في ريال مدريد، فعليه ألا يصمت ويقبل سياسة بيريز مثلما فعل كارلو أنشيلوتي، وأن يتحدث في الغرف المغلقة عن ضرورة تعزيز قوام الفريق بـ3 لاعبين بجودة عالية على الأقل من أجل حل المشاكل والقدرة على التواجد ضمن المنافسين على البطولات الكبرى في الموسم المقبل.