سيموني إينزاغي الأسوأ حظاً عام 2025؟

في كرة القدم، قد يكون التوفيق عاملاً حاسماً في رسم ملامح مسيرتك؛ إما أن يكون حليفاً يدفعك نحو المجد، وإما خصماً عنيداً يبعدك عن منصة التتويج. يتجسّد ذلك في مسيرة الإيطالي سيموني إينزاغي خلال عام 2025، الذي ربما كان أحد أكثر الأعوام قسوة على مدرب قدّم كل شيء ولم يحصد شيئاً.
عرف إينزاغي بحنكته التكتيكية وبراعته في قراءة المباريات، ورغم إنجازاته المتعددة مع الفرق التي درّبها، اصطدم هذا العام بجدار "سوء الحظ"، الذي قلب موسمه من حلم إلى كابوس، ومن ثلاثية محتملة إلى "موسم صفري" لم يكن يتوقعه حتى أشد المتشائمين.
بدا إنتر ميلان بقيادة إينزاغي كأنه في طريقه لحصد كل البطولات؛ فقد كان فريقاً متكاملاً، منظماً، ومتعطشاً للألقاب، مما جعل الجميع ينتظر "موسماً تاريخياً" لـ"نيراتزوري". لكنّ النهاية جاءت صادمة بخروج الفريق خالي الوفاض من أيّ لقب.
البداية كانت بخسارة السوبر الإيطالي أمام الغريم ميلان، ثم توديع الكأس على يد الخصم نفسه. وانتهى الموسم المحلي بخسارة لقب الدوري في المرحلة الأخيرة بفارق نقطة واحدة فقط لصالح نابولي. لكنّ الضربة القاضية كانت في نهائي دوري أبطال أوروبا عندما خسر إنتر بخماسية نظيفة أمام باريس سان جيرمان، في أقسى هزيمة في تاريخ نهائيات البطولة.
ومع نهاية هذا الموسم الكارثي، وبعد اتفاق مع الإدارة، غادر إينزاغي إنتر ميلان، لكتابة فصل جديد في مسيرته مع نادي الهلال السعودي، وذلك قبل أيام قليلة من انطلاق كأس العالم للأندية.
رغم ضيق الوقت، أحدث إينزاغي فارقاً سريعاً في مستوى الفريق السعودي، وظهر ذلك بالتعادل أمام ريال مدريد قبل تحقيق تأهّل تاريخي من دور المجموعات، ثم نجح في إقصاء مانشستر سيتي من دور الـ16 في واحدة من أكبر مفاجآت البطولة.
لكن يبدو أنّ الحظ السيئ قد لحق بإينزاغي مجدداً عندما سقط في ربع النهائي أمام فلوميننسي البرازيلي بهدفين مقابل هدف، وودّع البطولة.
إينزاغي هو المدرب الذي لامس المجد في أكثر من محطة، لكنه لم يتمكن من الإمساك به. موسم قد يُصنَّف بالأسوأ حظاً في مسيرته التدريبية، لكنه ليس بالضرورة نهاية الحكاية؛ فالمدرب لا يزال لديه ما يقدمه في مسيرته التدريبية، ليكتب فصولاً جديدة قد تحمل في نهايتها إنجازات عديدة.